السؤال:
كيف نتعامل مع الوالدين – المتشددين – حيث إنهما يرون أمورا كثيرة أفعلها أنها محرمة كالاستماع إلى الموسيقى، حيث إنني آخذ بالرأي القائل بالإباحة فكيف أتعامل معهم ؟ خصوصا أنهم يريدونني أن أتبع ما يتبنونه من رأي لا عن قناعة وفكر بل لأنهم اتبعوا ما ورثوه من معتقدات وأفكار.
الجواب:
بر الوالدين واجب شرعي حتى لو اختلفت آراؤهم عن آرائك، ولا يصح الجهر بمخالفتهما إلا إذا أمرا بمعصية أو نهيا عن واجب، ويكون ذلك بالحسنى وبالأسلوب اللطيف، كما فعل إبراهيم عليه السلام مع أبيه الذي حاول صده عن دينه [مريم: 41- 50] ، كما أن هناك أمرا إلهيا بخفض الجناح للوالدين الذي يعني التواضع لهما والرأفة بهما، قال الله تعالى:
﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24]
أما الاختلاف بالرأي معهم حول مسائل قد يختلف بمثلها المسلمون فالواجب على الأولاد أن يكونوا أكثر حذرا ومراعاة لرأي والديهم، وهناك طرق حكيمة للتعامل مع مثل هذه المواقف:
1_ التحاور معهم بلطف واحترام:
حاول أن تشرح لهم رأيك بأسلوب لطيف دون أن تُظهر اعتراضًا أو نقدًا لرأيهم في المسألة المختلف فيها. اذكر أنك اجتهدت في الأمر وتوصلت إلى هذا الرأي بناءً على أدلة شرعية، ولكنك تحترم وجهة نظرهم، مع ضرورة الاستماع لوجهة نظرهم.
2_ التدرج في الإقناع:
قد لا يتقبل الوالدان رأيك فورًا، لذا تعامل معهم بصبر وتأنٍّ، مع التركيز على النقاط التي قد تفتح باب التفاهم.
3_ مراعاة مشاعرهم:
حتى لو كنت تأخذ بالرأي القائل بإباحة الموسيقى، حاول ألا تجاهر أمامهم بما يخالف قناعاتهم، احترامًا لهم وحرصًا على عدم إثارة الخلاف، فترك المباح (الاستماع للموسيقى) أولى من فعل المعصية (إغضاب الوالدين).
4_ الاجتهاد في البر:
مهما كان الخلاف، تذكر أن بر الوالدين مقدم على كثير من الأمور. حاول أن تُظهر لهم أنك تسعى لإرضائهم في الأمور الأخرى التي لا تتعارض مع قناعاتك.
أسأل الله أن يوفقك لحسن التعامل مع والديك ويهدي قلوبكم إلى ما يحب ويرضى.
*وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على مقالة (بر الوالدين) من الرابط التالي
https://www.hablullah.com/%d8%a8%d8%b1%d9%91%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86/