أهمية الرؤيا في حياة الإنسان
الإنسان مكون من روح وجسد. إذا نام فارقته روحه، وإذا استيقظ عادت إليه. قال الله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (الزمر 39/42).
وأعلمنا الله تعالى بما يقوله الإنسان حين يحضره الموت إذ قال سبحانه: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} (المؤمنون 23/99-100).
وقد ذكر الله تعالى ثلاثة نماذج في سورة يوسف عن الرؤيا. أحدهما مثال عما رآه ساقي الملك، والآخر مثال عن الذي يصلب وتأكل الطير من رأسه. والثالث رؤيا الملك نفسه -وإن لم يكن مؤمنا- عن البقرات السبع السِمان والسبع العِجاف، والسنبلات الخضر والسنبلات اليابسات.
وفي سورة الفتح ذكر الله تعالى رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه سيدخل المسجد الحرام هو ومن معه من المؤمنين بعضهم حالقا رأسه وبعضهم مقصرا إياه. وهذه رؤيا واضحة حتى أنها لشدة وضوحها قد لا تحتاج إلى تفسير.
وقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “الرؤيا ثلاث؛ فرؤيا حقٌّ ورؤيا يُحَدِّث بها الرجلُ نفسَه، ورؤيا تحزينٌ من الشيطان. فمَن رأى ما يكره فليقم فليصل. وكان يقول يعجبني القَيدُ، وأكره الغُلَّ، القيد ثبات في الدين”. وكان يقول: “مَن رآني فإني أنا هو فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بي”. وكان يقول: “لا تُقَصُّ الرؤيا إلا على عالم أو ناصح”.[1]
فنفهم من هذا الحديث أن بعض الرؤى صادقة تكون نعمة من الله تعالى على العبد، والبعض الآخر من وساوس النفس البشرية، والبعض الآخر من الشيطان ليحزن الإنسان.
فإذا رأى المؤمن رؤيا وقد علم بأنها صادقة فليستبشر بها خيرا، فإنها إما بشرى بخير، وإما إنذار بشر، وكلاهما خير له. وليكتمها ولا يحدث بها أحدا إلا رجلا صادقا يحسن تعبيرها.
وقد جاء عن عن أبي سلمة قال: إن كنت لأرى الرؤيا تُمرضني. قال: فلَقِيتُ أبا قتادة، فقال: وأنا كنت لَأرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب. وإن رأى ما يكره فليَتفُل عن يساره ثلاثا، ولْيتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره”.[2]
أما إذا كانت من نفسه أو من الشيطان فليتعوذ بالله منها وليتفل عن يساره ثلاثا، ولا يشغل باله بها فإنها لن تضره بإذن الله تعالى. ولن يجد من الشيطان إلا السوء والشر، والنفس أمارة بالسوء أيضا. وأرجو أن أكون أجبت عن شيء مما جاء في السؤال. والله تعالى أعلم.
—————————————————————————–
[1] الترمذي، كتاب الرؤيا، باب في تأويل الرؤيا ما يستحب منها وما يكره. ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ورواه مسلم بلفظ مختلف قليلا في كتاب الرؤيا، الباب الأول.
[2] رواه البخاري، كتاب التعبير، باب الرؤيا من الله؛ ومسلم في الباب السابق نفسه.
شكرا لكم
هل يوجود.تفسير احلام
وان وجد اريد.تفسير.رؤية جارتنا لابي المتوفي حسن الوجهه والمظهر جدا بتحدث مع والدتي ولكن يشتكي الم ذراعه
ما يراه الإنسان في منامه يأتي على ثلاثة أنواع:
الأول: حديث النفس، أي أن الرائي يرى في منامه من جنس ما يفكر فيه ويشغل باله، وهذا النوع ليس له تفسير فلا يتحقق.
الثاني: ما يراه من كوابيس مزعجة بسبب نومه غير المريح وقد يكون للشيطان دخل في تشكل مثل هذه الأحلام، وهذا النوع أيضا ليس تعبير ولا يتحقق.
الثالث: الرؤيا الحق التي تحمل تأويلا معينا، وهذا النوع من الرؤى يمكن تعبيره. لكنه يحتاج إلى معرفة ودراية في علم التعبير وهذا ما أمتلكه شخصيا.
يمكن أن يحمل هذا النوع من الرؤيا تحذيرا أو بشارة.
وقد رأي يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام في منامه ما أوَّله أبوه بأنه سيكون نبيا كريما وذا شأن عظيم. قال الله تعالى:
{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ. قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ. وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (يوسف، 4_6)
في رؤيا يوسف قد رمز لأخوته الأحد عشر بأحد عشر كوكبا، ولأبيه وأمه بالشمس والقمر. ولما كاد أخوة يوسف لأخيهم وانتهى به الأمر بعيدا في مصر حزن أبوه حزنا شديدا حتى ابيضت عيناه من الحزن، إلا أنه لم يفقد الأمل بلقاء يوسف وقد ارتفع شأنه وعلا مقامه؛ لأن رؤيا يوسف وهو صغير كانت تلهمه مزيدا من الصبر وأملا بالفرج.
وقد تحققت رؤيا يوسف كما أخبر قوله تعالى:
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} (يوسف،100)
وقد كان السجود في ذاك العصر هو الانحناء احتراما وإجلالا.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته برؤيا رآها، وقد قص القرآن خبر هذه الرؤيا بقوله تعالى {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} (الفتح، 27)