هل الطرق الصوفية حق؟ وهل في كتاب الله آية عن الطرق الصوفية؟
لن تجد في كتاب الله تعالى آية واحدة تتحدث عن الطرق الصوفية أو تشير إليها. ولكن تجد العديد من الآيات تفضح ما عليه الصوفية من بدع بعضها مخرج من الملة كاعتقاد أن الشيخ يعلم الغيب وأنه قادر على أن يدخل من يشاء الجنة ويخرج مَن يشاء مِن النار، وبعضها لا يكون مخرجا من الدين كاعتقاد وجوب استشارة شيخه في كل ما يفعله وعدم جواز مخالفته في رأيه. ولكنها في النهاية كلها شر، بعضها أشد من بعض.
وإليك ضابطا لمعرفة ما هم عليه؛ هو أن تسأل ما دليلهم على ما يفعلون؟ وهل سبقهم أحد من الصحابة والتابعين إلى ما يفعلونه أو ما يتركونه؟ ذلك أن الله تعالى قال:
{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} (التوبة 9/100).
{فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} (البقرة 2/137).
فترى في هاتين الآيتين أن الله تعالى مدح القرون الأولى من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ووصفهم بأنهم على عقيدة حق من كان عليها اهتدى، وأن من خالفها لم يهتد وكان من الخاسرين.
وقال الله تعالى:
{ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} (النساء 4/115).
وهل المؤمنون إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان معه من الصحابة رضي الله عنهم والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم القيامة؟!
واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ لنا الدين كاملا لم يترك شيئا يقرب من الجنة إلا ودلنا عليه، ولم يترك شيئا يباعدنا من النار إلا ودلنا عليه، فلا حاجة لنا إلى أي كائن من كان ليزيد فيه أو ينقص منه.
واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتقى الناس وأخشاهم لربهم، وأن صحابته الكرام رضي الله عنهم كانوا من أتبع الناس له، وكانوا كما وصفهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله: \"من كان منكم متأسِّيا فلْيتأسَّ بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم كانوا أبرَّ هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا وأقومها هديا وأحسنها حالا. قوما اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم؛ فإنهم كانوا على الهدي المستقيم\".[1]
فلو كان شيء مما عليه الصوفية من بدع دينا وخيرا عند الله تعالى لسبقهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
واستمع إلى كلمة أحمد الطيبة رحمه الله تعالى وهو يقول: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام![2] أي احذر أن تقول قولا لا تعرف أحدا من أصحاب القرون الأولى الممدوحة في الكتاب والسنة قد تكلم به قبلك.
ومعرفة ما كان عليه الرعيل الأول رضي الله عنهم إنما يتم لك بالنظر في الكتب الموثوق في صدق أهلها وأمانتهم وإن لم يكونوا هم أنفسهم متبعين للسلف الصالح، فإن الحق أحق أن يتبع وإن لم يتبعه صاحبه الذي يدل عليه. مثلما أن من كان عنده حق وباطل وجب أخذ ما عنده من حق وترك ما كان عليه من باطل والإنكار عليه إن كان في الإنكار عليه خير ونفع.
وعلم الحديث هو الطريق الموصل إلى معرفة آثارهم وما كانوا عليه من هدى. فالأمر كما قال ابن المبارك رحمه الله تعالى: \"الإسناد من الدين. ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء\".[3]
والله تعالى يوفق من أراد الحق والخير وسعى إليه لا يخيبه إنه بعباده رؤوف رحيم.
——————————————————————————–
[1] رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، باب ما تكره فيه المناظرة والجدال والمراء؛ ورواه الآجري في الشريعة من قول الحسن، كتاب الإيمان والتصديق بأن الجنة والنار مخلوقتان، باب ذكر فضل جميع الصحابة رضي الله عنهم، وكتاب جامع فضائل أهل البيت رضي الله عنهم، باب ذكر الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمة الله تعالى عليهم أجمعين. [2] نقله الذهبي في سيره 11/296. [3] رواه مسلم في مقدمة صحيحه؛ والسمعاني في أدب الإملاء والاستملاء؛ ورواه الخطيب في الكفاية، باب باب ذكر ما احتج به من ذهب إلى قبول المراسيل وإيجاب العمل بها والرد عليه. رواه بلفظ: \"الإسناد عندي من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، ولكن إذا قيل له: من حدثك بقي\". أي بقي ساكتا متحيرا لا يجد جوابا.
معلومات قيمة نريد المزيد منها
موضوع جيد إلا أني أعيب على صاحبه أنه يعمم الحكم على جميع الصوفية فالصوفية ليسوا جميعا في كفة واحدة بل منهم من هو على منهج القرآن والسنة ومنهم من انحرف عن طريق الجادة شأنهم في ذلك شان السلفيين الذين منهم من هو على منهج القران والسنة ومنهم من انحرف وتنطع فجعل جزئيات الشريعة من الكليات فصار يكفر الناس ويستبيح دماءهم فليس كل من قال أنا على منهج السلف هو كذلك والله المستعان
أظن أنه لا تعميم في الموضوع، وصاحب المقالة يقصد بالطبع ما يتبادر الى الذهن عندما نقول المتصوفة، فكثير من طرقهم تضع الشيخ بمنزلة فوق بشرية تصل الى التقديس وطلب العفو وهذا لا يليق بالبشر وهو افتراء على دين الله وتشويه لحقيقة الاسلام.
والاحكام تطلق على الغالب الظاهر وليس على القيل النادر، والكل يعلم أن من المتصوفة من يقصر فهمه للتصوف على الانقطاع للعبادة والزهد في الدنيا دون أن يدخل الى قلبه الاعتقادات الفاسدة والتصرفات المغلوطة فهؤلاء لهم رب يعلم النوايا ويثيب على العمل ولا يؤخذون بجريرة غيرهم ممن أساؤوا للتصوف.