السؤال:
ما حُكم العمل في الأندية الرياضية لكمال الأجسام (GYM) ، لما يشتمل عليه من تشغيل للأغاني والموسيقى، وأحياناً قد يكون لباس المشتركين أثناء التدريبات غير ساتر للعورة؟
الجواب:
ممارسة الرياضة بأشكالها المختلفة مباح، ولا يكره منها إلا ما كان ضرره أكثر من نفعه كالملاكمة ومصارعة الثيران وغير ذلك من الرياضات التي تفضي إلى الوفاة أو الإعاقة.
ولا شك أن رياضة كمال الأجسام ليس فيها المحاذير السابقة، لذا يقال بإباحتها، ويلحق بذلك العمل بأنديتها، بشرط مراعاة مسألتين:
الأولى: عدم تعاطي أنواعا معينة من الهرمونات التي تزيد من حجم العضلات ويكون لها تأثيرات جانية خطيرة، لأن إهلاك النفس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة غير جائز، لقوله تعالى:
﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]
الثانية: أن تراعى فيها ستر العورات، فلا يظهر من الجسد ما لا يجوز ظهوره منه، فينبغي أن يكون لباس اللاعبين ساترا بحده الأدنى. وقد امتن الله تعالى على البشر أن هداهم للباس الذي يحفظهم ويزينهم بقوله:
﴿يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا، وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ، ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26]
ويصدف أن لا يلتزم بعض اللاعبين بستر عوراتهم فيلزم حينئذ غض البصر ما استطاع المرء إلى ذلك سبيلا.
أما الموسيقى المرافقة فلا حرج فيها، لأنه لا دليل على تحريمها في كتاب الله تعالى، كما أنها غير مستنكرة بالفطرة، فلا يلزم الحكم بتحريمها، أما الروايات التي ورد فيها تحريم الموسيقى فلا يصح منها شيء لضعف أسانيدها ولعدم وجود ما يؤيدها في كتاب الله تعالى.
*ولمعرفة التفاصيل حول حكم الاستماع إلى الموسيقى ننصح بالاطلاع على فتوى (الاستماع الى الغناء الملحن بالموسيقى) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=2874