الباحث: أ.د زكي بيرقتار
(طبيب متخصص وباحث في العلوم الإسلامية)[1]
يقول الله تعالى:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ، فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 183-184]
يتبين من الآية أنه لا يمكن تأجيل الصيام إلا في حالة السفر والمرض. وفيما عدا هاتين الحالتين فلا ظرف آخر يبيح تأخير الصيام. ومع ذلك تنص الآية ذات الصلة على “ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ“. فالصيام بحق المريض أفضل إن كان قادرا عليه. فما هي الحالات المرضية التي يجب تأجيل الصيام فيها وفي أي حالات لا يجب تأجيله وما هي خيارات العلاج للمرضى الذين يرغبون في الصيام؟ ما هو نوع الاقتراحات التي يمكن تقديمها في هذا الصدد (دون الوقوع في المشاكل) طبيا؟ المؤمنون فضوليون بشأن هذه القضايا. لهذا السبب ، خصصنا هذه المقالة لهذه المواضيع من خلال الإجابة على الأسئلة الأكثر شيوعًا.
هل يمكن لمرضى الكلى الذين يحتاجون إلى شرب الماء بكثرة أن يصوموا ؟
لا تتطلب كل أمراض الكلى شرب الماء بشكل متكرر، حتى إنه يوصى بتقييد شرب الماء في بعض أمراضها، وبشكل عام يستحسن شرب الماء بشكل متكرر ، وخاصة للمرضى الذين يعانون من حصوات الكلى وأمراض الكلى الالتهابية. الهدف هنا هو زيادة الكمية اليومية من البول (يُطلب من هؤلاء المرضى إخراج ما لا يقل عن 1-1.5 لتر من البول في اليوم والليلة). لهذا يجب زيادة كمية السائل المنتشر في الكلى، فعلى المرضى الذين يعانون من حصوات الكلى أو أمراض الكلى الالتهابية شرب ما لا يقل عن 3 لترات من السوائل يوميًا (24 ساعة) ، وإلا لا يمكن تحقيق المقدار المطلوب خروجه من البول.
عند شرب 3 لتر من الماء يوميا يمكنهم إنتاج 1-1.5 لتر من البول، لأن الجسم يستخدم حوالي 2 لتر من السوائل لتلبية احتياجات التمثيل الغذائي (يتم إفراز البعض من خلال الأمعاء والتنفس). بصرف النظر عن هذا ، يتم إخراج الباقي على شكل بول. لماذا يُنصح بعض مرضى الكلى بشرب الكثير من السوائل؟ لأنه مع زيادة كمية السوائل المعاد تدويرها في الكلى تزداد أيضًا كمية البول، حيث تحمل الكمية المتزايدة من البول الحصوات والرمل والنفايات الالتهابية من الكلى ، مثل ما يحمل النهر المتدفق الحجارة وجذوع الأشجار التي تقف في طريقه.
ما هو مهم لزيادة البول هو الكمية الإجمالية للسوائل التي يتم تناولها خلال 24 ساعة (ماء ، شاي ، لبن ، عصير ، شوربة ، إلخ). يمكن أن يوفر تناول هذه السوائل لفترة زمنية معينة نفس الفائدة. لهذا السبب ، لن يعاني المرضى الصائمون من أي مشاكل إذا شربوا كمية كافية من السوائل بين الإفطار والسحور (على الأقل يجب ألا يقللوا كمية البول اليومية عن 1 لتر). تحقيقا لهذه الغاية نوصي بما يلي:
1) تُفضل الأطعمة السائلة في الإفطار.
2) اشرب كوبًا واحدًا على الأقل من الماء كل ساعة حتى السحور.
3) يجب أيضًا تناول الكثير من السوائل في السحور.
باختصار ، يجب أن يأخذوا ما يقرب من 2.5 إلى 3 لترات من السوائل من الإفطار إلى السحور (بما في ذلك وجبة الإفطار والسحور). هذا يضمن إخراج 1 لتر من البول كل 24 ساعة – ما لم تكن هناك أي ظروف أخرى غير عادية. ومع ذلك ، إذا كانت هناك حالة أخرى مثل الإسهال وأمراض الحمى التي تسبب فقدان السوائل ، فيجب زيادة تناول السوائل بشكل أكبر . إذا تعذر القيام بذلك لأسباب مختلفة مثل الغثيان والقيء ، أو إذا كانت هناك حالة تتطلب حقن المغذيات في الوريد فإنه يمكن تأجيل الصيام.
هل يمكن لمرضى الصداع النصفي الذين يعانون من صداع شديد بسبب الصيام أن يستمروا في الصيام؟
يمكن أن يكون الجوع أحد مسببات آلام الصداع النصفي. وفي هذه الحالة إذا كانت الإجراءات الوقائية غير كافية فإنه يمكن تأجيل الصوم، لأن المرض سبب لرخصة تأجيل الصيام. ونظرًا لأن الصداع النصفي مرض مزمن (دائم) فقد لا يتمكن هؤلاء المرضى من الصيام بعد رمضان. لهذا السبب ، إذا أمكنهم الصيام بشرط تناول أدويتهم فهذا خيار مثالي، ولكن إذا لم يكن هذا حلاً (أي أن الصيام يؤدي إلى حدوث الصداع النصفي على الرغم من الأدوية)، فيمكنهم ألا يصوموا.
كيف يصوم المرضى الذين يحتاجون إلى تناول الأدوية على فترات متكررة مثل مرضى (ضغط الدم ، السكري ، المعدة / الارتجاع ، إلخ)؟
لما كان معنى الصوم هو الامتناع عن الأكل والشرب والجماع ، فكل ما كان من قبيلها يبطل الصيام. يشمل الأكل والشرب كل ما هو معتاد في الأكل والشرب. لذلك ، فإن الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم (حيث يتم تناول هذه الأدوية دائمًا مع كمية معينة من الماء) تبطل الصيام أيضًا. إذا كان الدواء لا يحتوي على ميزة غذائية فإن بطلان صيام المرضى الذين يتناولون الدواء لا يكون بسبب الدواء الذي يتناولونه بل بسبب السائل (المغذي) الذي يتناولونه مع هذا الدواء.
فمثلاً: إذا تناول المريض حبة دواء فإنه يفطر بسبب الماء الذي يشربه لابتلاع الحبة. لكنه إذا تم حقن هذه الحبة لهذا المريض (في الوريد أو العضل) ، فلن يبطل صومه. وبالطبع ، لا ينبغي أن تكون هناك مادة مغذية في الحقن المصنوعة لهذا الغرض.
يمكن للمرضى الذين يتناولون أدوية لأمراض مختلفة اختيار المسار التالي خلال شهر رمضان:
أ_ إذا كانوا يتناولون الأدوية بجرعة واحدة يوميًا ولا يحتاجون تناولها في وقت معين (قد يكون ذلك ضروريًا في بعض الأمراض) ، فيمكنهم تناول هذه الجرعة بعد ساعة من الإفطار. يمكن إجراء هذا التعديل بالتشاور مع الطبيب.
ب_ إذا كان المريض يتناول الدواء بجرعتين أو ثلاثة يوميا وكان هناك إمكانية لاستبدال الدواء بآخر يُعطى بجرعة واحدة يوميا من نفس الدواء أو دواء آخر مكافئ له نفس التأثير، فيمكن تغيير الدواء عن طريق استشارة الطبيب.
ج_ إذا دعت الضرورة إلى تناول الدواء في ساعات الصيام (إن وجدت) ، فيمكن تناول الدواء بالطريقة التي لا تُبطل الصيام. على سبيل المثال ، بعض الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم بكمية معينة من الماء يمكن إعطاءها للمريض عن طريق الحقن الوريدي أو العضلي (الإبرة). وهذا خيار حسن إن تيسر.
د_ إذا تعذرت كل هذه الخيارات يؤجل الصوم.
في بعض الأعوام يصادف انعقاد امتحانات الثانوية (توجيهي، بكالوريا…) في رمضان. حيث يواجه المتقدم الصائم خطر الرسوب في الامتحان. فما الذي يستطيعون فعله؟
لا يمكن أن يكون امتحان الثانوية العامة أو غيره من امتحانات الطلاب في المدارس أو الجامعات عذرا لتأجيل الصيام. لأنه يتضح في الآية أنه لا عذر لتأجيل الصيام إلا السفر والمرض. علاوة على ذلك ، تبدأ الاختبارات عادةً في الساعة 09:00 صباحًا. عادةً ما يتناول المرشحون الذين سيقدمون الامتحان في هذا الوقت وجبة الإفطار في حوالي الساعة 7:00 صباحًا. يمكن اعتبار الممتحنين الذين يصومون أنهم يتناولون هذه الوجبة الصباحية قبل ساعتين تقريبًا أي وجبة السحور.
يبدأ المسلم الصوم من طلوع الفجر، وهو الأحمر المعترض في الأفق الشرقي الذي يعلوه بياض الفجر وأسفل منه سواد البر، وهذا يسمى وقت الإمساك، حيث يمكن للمؤمنين أن يأكلوا ويشربوا حتى هذا الوقت. بل من المستحسن أن يتم تناول وجبة السحور قبيل طلوع الفجر. يقول الله تعالى:
﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة: 187]
من الأمور التي أوصت بها هذه الآية أن يستيقظ للسحور كل من نوى الصيام فيأكل ويشرب حتى الفجر، أي أن يكون له نظام غذائي متوازن من خلال تناول الأطعمة السائلة والصلبة. من الناحية الطبية هذا يعني (بطريقة ما) أن وجبة الإفطار المعتادة يتم تناولها قبل ساعتين تقريبًا. من الواضح أن هذا الوضع لن يسبب أي مشاكل من حيث التغذية حتى ساعة الامتحان. بل يمكن القول أنه يمكن تحقيق توازن مثالي أكبر بين الجوع والشبع (بشرط أن يتم تناول الأطعمة السائلة والصلبة بتوازن)، وهكذا فإن الامتحان الذي يبدأ بعد 3 ساعات من السحور لن يؤثر سلبًا على المرشح، بل سيتم تحقيق مستوى تركيز الدم المثالي بالضبط في وقت الاختبار لأنه لا يوجد عندئذ شبع ولا جوع (بشرط تناول وجبة سحور متوازنة ). لهذا الغرض ، يجب تجنب الأطعمة الغنية بالسكر والكربوهيدرات (مثل الحلويات والأرز) والأطعمة الدهنية أو المقلية التي يصعب هضمها في السحور، بل يجب اختيار النظام الغذائي القائم على البروتين مثل الحليب والبيض والجبن. يمكنك أيضًا تناول 4-5 حبات زيتون (قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى الشعور بالعطش). هذا النوع من النظام الغذائي الغني بالبروتين يبقيك ممتلئًا (شبعانا) طوال اليوم. يمكن أيضًا تناول حفنة من المكسرات مثل البندق والجوز غير المملح. الفواكه المجففة مثل المشمش والعنب والأطعمة الليفية مثل التمر تتسبب في التحكم بمستوى السكر في الدم كما تمنع الإمساك. وبدلًا من الخبز الأبيض يُفضل تناول شريحتين من خبز القمح. لكن على أي حال ، يجب تناول كمية كافية من السوائل لا سيما الماء (بضعة أكواب من الماء). يمكن أيضًا تناول جزء من السائل على شكل بضعة أكواب من الشاي (بشرط ألا يكون كثيفًا/غامقا جدًا). يجب تجنب الأطعمة التي تؤدي إلى الشعور بالعطش مثل الحارة/المبهرة والمالحة كالنقانق واللحوم المقددة (المرتديلا والباسترما والسجق إلخ). والأهم من ذلك أن هذا النظام الغذائي لا يجب أن يكون في يوم الامتحان فقط بل كل سحور حتى تعتاد عليه يوم الامتحان.
من أجل الحصول على حمية السحور بهذه الطريقة ، يجب تجنب اتباع نظام غذائي من شأنه أن يزعج المعدة في الإفطار مثل (الأطعمة الزيتية والحارة والمقلية). وإلا فإن المشاكل التي تسببها التغذية السيئة في الإفطار ستنعكس في السحور.
عمال الإطفاء والأطباء وغيرهم من أرباب المهن الذين يحتاجون إلى عمل مكثف ولا يستطيعون أداء واجباتهم بشكل صحيح في حالة الصيام. ماذا سيفعل هؤلاء في رمضان؟
لا يوجد أي عائق أمام الشخص السليم لأداء هذه المهن أثناء الصيام إلا في حالات خاصة ونادرة للغاية. هؤلاء المهنيين ، الذين يعملون بشكل مكثف في ظل الظروف العادية أو بسبب الظروف الاستثنائية قد تكيفوا بالفعل مع هذه الظروف بسبب مهنتهم. ومع ذلك إذا كانوا مرضى فبالتأكيد فإن الرخصة بالإفطار صالحة أيضًا لأعضاء هذا النوع من المهن.
هل تصل الأدوية (البخاخات) التي يستخدمها مرضى الربو من الحلق إلى المعدة ؟ وهل هذه الأدوية تبطل الصيام؟
هذه الأدوية على شكل رذاذ، لذا فإنها لا تصل إلى المعدة، لأنه يتم امتصاصها عن طريق الغشاء المخاطي للفم أو الأنف وتختلط بالدم. ولأنها لا تحتوي على مادة مغذية (طعام) فهي لا تفطر الصائم. لذلك يمكن لمرضى الربو الصائمين استخدام هذه الأدوية في أي وقت.
هل تصل الحبوب تحت اللسان من الحلق إلى المعدة فتفسد الصيام؟
كما أن الحبوب تحت اللسان _كما يوحي الاسم_ لا تصل إلى المعدة ، فهي تذوب تحت اللسان ويتم امتصاصها من خلال الغشاء المخاطي للفم. وبالتالي ، فإن معدل الاختلاط في الدم (والتأثير) أسرع من الأدوية الأخرى، ولأن هذه الأدوية لا تحتوي على مغذيات فأنها لا تفطر.
هل قطرات العين والأذن والأنف تبطل الصيام؟
لا تفطر، لأن هذه الأدوية لا تصل إلى المعدة. في الواقع ، معظم هذه الأدوية لا تصل إلى الدم. قد يكون من الممكن أن تختلط قطرات الأنف فقط ببعض الدم، لكن هذا لا يفطر. تكون قطرات العين والأذن أكثر فعالية في المناطق التي توضع فيها وهي تشبه في تأثيرها المرهم المدهون على الجلد. وهكذا فإن جزيئات هذه الأدوية الموضعية التي يمكن أن تدخل الدم تكاد تكون معدومة. وباختصار ، هذه الأدوية لا تفطر.
الحقن الشرجية هل تفطر الصائم؟
المواد المستعملة لإخراج (البراز) من الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة تسمى الحقن الشرجية. يتم وضع هذه المواد التي تكون سائلة بشكل عام من خلال فتحة الشرج بأجهزة خاصة. ولا شك في أنها لا تختلط بالدم. وعلى أي حال فإنها تخرج مع محتويات الأمعاء، لذلك ليس لها طبيعة غذائية فلا تفطر.
هل التحاميل التي توضع في المهبل والشرج تفطر؟
التحاميل التي يتم وضعها عن طريق المستقيم أو المهبل والتي تحتوي على أدوية مثل مسكنات الألم أو مضادات الغثيان أو المضادات الحيوية فإنها لا تفطر أيضًا. لأنها لا تحتوي على خصائص غذائية.
هل جلسات العلاج الكيميائي تفطر؟ وهل يمكن للمرضى في هذه الحالة أن يصوموا؟
غالبًا ما تُعطى أدوية العلاج الكيميائي التي تُعطى لمرضى السرطان بكمية معينة من السوائل (مصل الدم). لذلك فإن هذه الأمصال هي التي تبطل الصيام وليس أدوية العلاج الكيميائي. بالإضافة إلى ذلك ، فإن صيام هؤلاء المرضى الذين لديهم بالفعل مقاومة منخفضة بسبب السرطان والعلاج الكيميائي قد يقلل من مقاومتهم (عمل جهاز المناعة). لذلك يجوز لهؤلاء المرضى تأخير صيامهم أثناء جلسات العلاج الكيميائي.
هل تصوم الحامل والمرضع؟
هناك فترات حمل معينة (خاصة في الأشهر الأولى) هي الفترات التي يشيع فيها الغثيان والقيء المرتبط بالحمل. يمكن للمرأة في هذه الفترة تأخير صيامها. لكن في فترات الحمل الأخرى يمكنهن الصيام (ما لم يكن هناك وضع غير طبيعي ولم يذكر الطبيب خلاف ذلك) . تنطبق اعتبارات مماثلة على النساء المرضعات، فيمكنهن الصيام بشرط الانتباه إلى نظامهن الغذائي (تناول ما يكفي من الأطعمة السائلة والصلبة بين الإفطار والإمساك).
هل علاج الأسنان (أو خلعها) أثناء الصيام يبطل الصيام؟
قلع الأسنان أو علاجها لا يفسد الصيام. كما أن الحقن في اللثة للتخدير الموضعي لا تفطر. ومع ذلك ، قد يبتلع هؤلاء المرضى بعض السوائل أثناء العلاج، وفي هذه الحالة يُفطر بالطبع. وإلا فلن يفسد صيامه. إذا كان من المقرر استخدام الأدوية مثل المسكنات أو المضادات الحيوية بعد العلاج ، فيُفضل تناول الأدوية ذات الجرعة الواحدة عن طريق الفم أو المستحضرات الوريدية (الحقن في الأوردة أو العضلات) لإعطاء فرصة للصيام في نهار رمضان.
هل الفحوصات أثناء الصيام التي تتم بالموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي تبطل الصوم؟
لا يبطل الصيام أي من هذه الفحوصات. وأحيانا يتم أخذ بعض أفلام الأشعة السينية والتصوير المقطعي مع إعطاء بعض الأدوية عن طريق الوريد قبل الإجراء. إذا تم إعطاء هذه الأدوية مع المصل (المغذي) بدلاً من تناولها بمفردها فهذا يبطل الصيام. وأما إذا أعطيت بمفردها بدون المصل فلا تفطر(لأنها ليست مغذية).
هل عملية إدخال المسبار (المنظار) في الصائم تبطل الصيام؟
إدخال المنظار في القسطرة لا يبطل صيام الصائم، لأنه لا توجد مادة مغذية تُعطى للجسم بهذه العملية. كما أن مادة التزليق التي تُعطى للقناة البولية لتمرير القسطرة بسهولة لا تفطر أيضًا، لأن هذه المادة ليست مغذية ولا تختلط بالدم. بعد إدخال المسبار يُعطى 15-20 مل من السائل لنفخ بالون القسطرة، وهذا لا يفطر أيضًا، لأن هذا السائل يبقى داخل المسبار. في بعض الحالات ، يتم إعطاء الأمصال الفيزيولوجية عن طريق القسطرة المُدخلة لغسل المثانة، وهذه أيضا لا يُبطل الصيام، لأن هذا السائل يدخل المثانة فقط . ولا يدخل أي سائل إلى المعدة أو الدم.
وقف السليمانية/مركز بحوث الدين والفطرة
الموقع: حبل الله www.hablullah.com
الترجمة إلى العربية: د. جمال نجم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الأستاذ الدكتور. زكي بيرقتار: تخرج من كلية الطب بجامعة أولوداغ التركية ، أصبح أستاذًا مشاركًا في جراحة المسالك البولية في عام 2012. لديه أكثر من خمسين مقالة منشورة في المجلات العلمية الوطنية (التركية) والدولية في مجال جراحة المسالك البولية ، وهو عضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة اسطنبول ميديبول ، من أعماله المتعلقة بالحديث النبوي: “أصول الحديث” و “الحديث المتواتر وخبر الواحد” وذلك ضمن برنامج الماجستير في قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة مرمرة. من مؤلفاته في أصول الدين “التطبيق النبوي للقرآن الكريم” و “القرآن والسنة ولكن أي سنة” ، يقوم بتدريس مشاكل الفقه المعاصر في معهد وقف السليمانية للتعليم الديني عن بعد (SUSEM)