حبل الله
توحيد الأذان

توحيد الأذان

السؤال: هل يجوز توحيد الأذان في البلدة الواحدة أو في منطقة موحدة زمنيا، أي ربط جميع مساجد هذه المنطقة بشبكة للأذان الموحد، حيث يرفع مؤذن واحد الأذان ويبث لجميع المساجد؟

الجواب:

جاء في قرار مجلس المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي ما يلي: “إن الإكتفاء بإذاعة الأذان في المساجد عند دخول وقت الصلاة بواسطة آلة التسجيل ونحوها، لا يجزئ ولا يجوز في أداء العبادة، ولا يحصل به الأذان المشروع، وإنه يجب على المسلمين مباشرة الأذان لكل وقت من أوقات الصلاة في كل مسجد على ما توارثه المسلمون من عهد نبينا ورسولنا محمد  صلى الله عليه وسلم إلى الآن والله الموفق”.

هذه فتوى صدرت عن المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي. وقد اعتمدت على أحاديث ليس فيها دلالة على منع الأذان الموحد، وإنما نصّت على أن كل جماعة تؤذن للصلاة في مسجدها، حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من الناس سماع الأذان، وهذا أمر طبيعي في زمن لم توجد فيه مكبرات صوت فتعيَّن أن يُؤذَّن في كل المساجد وإن تقاربت.

أما اليوم فالأمر مختلف حيث يبلغ الأذان الموحد لجميع الناس عبر مكبرات الصوت في مساجدهم وبذلك يحصل المطلوب شرعا من الأذان. وقد قال الله تعالى مخاطبا إبراهيم عليه السلام {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الحج، 27) والمقصود بالأذان للحج دعوة الناس إليه، وهي ذات العلة في الأذان للصلاة، أي دعوة الناس إليها. وهذا يحصل في الأذان الموحد كما يحصل في المتفرق. قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (الجمعة،9).

توحيد الأذان ينطوي على محاسن كثيرة ليس أقلها أنك تستطيع متابعة المؤذن لتقول مثل ما يقول، ولك أن تتصور نفسك تسمع العديد من الأذانات هنا وهناك حيث لا تستطيع متابعة أحدهم، عدا عن الإزعاج الحاصل لتداخل الأصوات، وهو ما لا يحصل عندما يكون الأذان بغير مكبرات الصوت.

التعليقات

  • هل فعلا الأذان كان رؤىا من أحد الصحابه !!! كيف لشعيرة مهمه مثل الصلاة أن لا يكون للأذان إلها صيغة مباشرة من النبي وتكون مجرد حلم أو رؤىا.. هذا غريب ؟؟؟

    • حديث الرؤيا المتعلق بالأذان لم يرد في الصحيحين، مما يدلل على ضعف في إسنادها، وقد يكون الأذان هو مما علمه النبي للمؤذنين ابتداء.
      ومع فرض صحة الرواية فإن مشروعية الأذان لم تكن من مجرد الرؤيا بل من إقرار النبي لها، ومعلوم إن إقرار النبي لمسألة في الدين تعني أنها معتبرة شرعا. وما يعزز هذا أن صيغة الأذان المروية إنما هي ذكر لله ودعوة للصلاة

      • اذا اسمح لي بالسؤال من أين جاء الاذان الذي نسمعه خمس مرات يوميا ؟ مرة قالت لي زميله غير مسلمه تتهكم على هذا الموضوع وتقول انتم المسلمين لا تعرفون من أين جاء الأذان اصلا وتقولون انه حلم من صاحب نبيكم !! للأسف لم أستطع الرد عليها

        • الغرض من الأذان هو الإعلام للصلاة، وقد ورد عن نبينا الكريم بهذه الصيغة، ونقله الناس عنه بطريقة متواترة لا تحتمل الشك، خاصة أنه ذكر لله تعالى وفيه دعوة صريحة للصلاة والفلاح، فلا يتعارض مع الغرض منه، لذا فإن مصدر تشريع الأذان وصلنا من رسول الله عليه السلام، فلا يهم بعد ذلك إن كان أصله رؤيا من أحد الصحابة أم لا، المهم أن النبي أقره فصار تشريعا.

  • السلام عليكم استاذ جمال …كل عام وانتم بخير
    ماذا عن ليلة النصف من شعبان هل فعلا ترفع فيها الأعمال ام انها خرافات لا دليل عليها؟
    وسؤال اخر هل فعلا هناك ناس سوف تدخل النار عذاب على قدر اعمالهم ثم يخرجهم الله ليدخلوا الجنه انا اشك في هذا برجاء التوضيح لان الجميع يقولون انه من قال لا إله إلا الله لن يخلد في النار !!!!

    الرد

    • وعليكم السلام ورحمة الله
      بخصوص السؤال الأول: هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان؟
      وردت بعض الأحاديث التي تشير إلى فضل ليلة النصف من شعبان، وأحاديث أخرى في رفع الأعمال فيها.
      ومن الأحاديث المشهورة في هذا الباب:

      قال النبي ﷺ: “يطلع اللهُ إلى خلقِه ليلةَ النصفِ من شعبان، فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلا لمُشركٍ أو مُشاحِنٍ” (رواه ابن ماجه وصححه الألباني).

      هذا الحديث يدل على أن الله يغفر لعباده في هذه الليلة إلا لمن كان مشركًا أو متخاصمًا مع أخيه المسلم.

      هناك حديث آخر يشير إلى أن رفع الأعمال يكون يوميًّا (كل يوم اثنين وخميس)، وأيضًا سنويًّا في شهر شعبان كله، وليس في ليلة النصف فقط.
      قال النبي ﷺ: “ذلك شهرٌ يغفلُ الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضانَ، وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، فأُحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ” (رواه النسائي وصححه الألباني).

      تقييم الأحاديث:

      الأحاديث الواردة في هذا الشأن ليست بالصحيحة، حتى لو قيل بتصحيح سندها، لأنه لا يوجد في القرآن الكريم ما يؤيدها أو يشير إليها، كما أنها تثبت حكما إيمانيا ، وجمهور العلماء يرون أن الأحاديث الآحادية لا تتبت بها الأحكام الإيمانية/العقدية حتى لو كانت تلك الأحاديث صحيحة السند، فضلا عن كونها ضعيفة السند والمتن أيضا.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.