السؤال:
ما الأفضل صلاة السنن الرواتب في المسجد أم في البيت؟
الجواب:
الأفضل أن تصلى السنن (النوافل) في البيت، أما الفرائض فالأفضل أن تُصلى جماعة في المسجد، وقد قال نبينا الكريم لمن رآهم يقومون الليل في المسجد:
«فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة»[1]
وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام:
«صَلاةُ المرء في بيته أفضلُ مِنْ صلاته في مسجدي هذا، إلا المكتوبة»[2]
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده، فليجعل لبيته نصيبا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا»[3]
وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: « كان (النبي) يصلي قبل الظهر أربعا في بيتي، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب، ثم يرجع إلى بيته فيصلي ركعتين، وكان يصلي بهم العشاء، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين..»[4]
قال النووي: فيه استحباب النوافل الراتبة في البيت كما يستحب فيه غيرها، ولا خلاف في هذا عندنا، وبه قال الجمهور وسواء عندنا وعندهم راتبة فرائض النهار والليل[5].
فبالرغم من أن بيت نبينا الكريم كان ملاصقا للمسجد إلا أنه كان يصلي النوافل في بيته.
ويمكننا تلمس الحكمة من وراء هذا في النقاط التالية:
1_ زيادة شرف البيوت بعمارتها بالصلاة والذكر.
2_ يتعود المسلم على الإخلاص في العبادة لأن الصلاة في البيت تكون بعيدة عن الرياء.
3_ عدم جعل البيوت كالمقابر التي تخلو من الذكر أو الفنادق المخصصة للنوم، ولما كانت الفرائض تصلى في المساجد فالمندوب أن تصلى السنن في البيوت لتحقيق الغرض.
4_ صلاة النوافل في البيت هي مثال جيد لأفراد الأسرة الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المسجد كالزوجة ذات العيال وكبار السن والأطفال. فهي تعلّم الأطفال كيفية الصلاة وتذكر الجميع أيضًا بأن وقت الصلاة قد حان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] صحيح البخاري (1/ 147 ط السلطانية)
[2] سنن أبي داود (2/ 276 ت الأرنؤوط)
[3] صحيح مسلم 210 – (778) مسند أحمد (18/ 118 ط الرسالة)
[4] مسند أحمد (24019) وأخرجه أبو داود (1251) ومسلم (730) (105) ، والترمذي في “جامعه” (375) ، وفي “الشمائل” (275) ، وابن ماجه (1164) ، وابن خزيمة (1167) و (1199) و (1245) من طريق هشيم، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[5] شرح النووي على مسلم 6/ 9