السؤال: سمعت من يقول بأنه يجب على المسلم قتل الخنزير، وقد ذكر أدلة تؤيد ما ذهب إليه، هل هذا القول صحيح؟
الجواب: لم يُؤمر المسلم بقتل الخنزيز مطلقا، وإنما نُهي عن أكل لحمه بقوله تعالى :{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ …) (المائدة، 3)
وأما القائلون بوجوب قتل الخنزير أو جواز قتله مطلقا فليس لهم دليل صحيح يؤيد ما ذهبوا إليه.
ولكنهم حاولوا الاستدلال بما يلي:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن عيسى عليه السلام إذا نزل آخر الزمان قتل الخنزير ، وأن هذا من العدل الذي سيقيمه من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم .ويوردون ما روي عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ ، حَكَمًا مُقْسِطًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ”[1] .
والغريب أنهم يزعمون أن عيسى سيقتل الخنزير عملا بشريعة محمد في الوقت الذي لم نجد في القرآن الكريم شيئا يدل على الأمر بقتل الخنزيز كما أنه لم يُروَ عن النبي ما يفيد أنه قتل الخنزيز أو أمر بقتله، فأي تناقض في هذه الرواية؟!
وقد بين القرآن الكريم وظيفة الرسل بقوله تعالى {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (النور، 54) والآيات التي تبين وظيفة الرسل كثيرة وليس منها قتل الخنزير أو كسر الصليب[2].
وقد استدلوا أيضا بالقياس حيث قالوا: إنه أسوأ من الفواسق التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتلها، فيقتل من باب أولى.
وبين الفواسق التي تدخل البيوت فتؤذي أهلها وبين الخنزير الذي يعيش في البرية فرق كبير، والقياس مع الفارق الكبير لا يجوز.
والذي تقبله الفطرة السليمة أن لا يُقتل الخنزيز؛ لأنه مخلوق ابتلانا الله تعالى بعدم أكل لحمه، ويُستثنى من ذلك إذا تسبب بالضرر المباشر على الانسان ورزقه فيكون قتله لما سببه من أذى كما تقتل بقية الهوام المؤذية.
يعنى نتركه حتى يسبب الاذى اولا ونقوم بقتله ؟؟
ليس هذا المقصود من الفتوى، بل المقصود أن قتل الخنزير ليس مطلبا شرعيا كما يتصور البعض.
لماذا يقتل عيسى الخنازير وليس في دين الإسلام هذا مع انه سيعمل بدين محمد صلى الله عليه وسلم
نعم هذا التساؤل محق.. وينبغي أن يوجه للقائلين بعودة المسيح في آخر الزمان حاكما بشريعة محمد، فكيف يحكم بشريعته ويخالفها بأحكام معينة، فعندها يلزم أن يكون نبينا بصفة جديدة، وهذا يخالف صريح القرآن في كون محمد عليه السلام هو خاتم النبيين..