السؤال:
أحيانا أشعر بالنقص والذنب أو التقصير أود أن أعمل عملا خيريا غير التسبيح وقراءه القرآن، لكن حالتي المادية والصحية غير جيده، إضافة إلى الحالة النفسية أثناء الدورة الشهرية والكسل والآلام المتكررة في الظهر والصدر إضافة إلى فقر الدم، فماذا يمكنني أن أفعل لغيري ولنفسي.
الجواب:
يعمل الإنسان من أعمال الخير بقدر طاقته ذلك أن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها [البقرة: 286] ، لكن أبواب الخير كثيرة جدا، ومنها ما لا يحتاج إلى قوة بدنية كبيرة، فمثلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأعمال العظيمة التي يرضى الله تعالى عنها ويرفع من شأن صاحبها، يقول الله تعالى على لسان لقمان الحكيم وهو يوجه ابنه:
﴿يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [لقمان: 17]
ومن ذلك تعليم الناس الخير، حيث يمكن للشخص تعليم المحيطين به أي علم يبرع فيه، كتحفيظ بعض الأطفال للقرآن وتعليمهم على قراءته وتدبره، أو تعليم القراءة والكتابة لإنسان أمي، أو إرشاد الآخرين لما فيه النفع في دينهم ودنياهم. يقول الله تعالى:
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33]
والحديث الشريف التالي يعطي بعض النصائح في هذا الشأن:
روي عن نبينا الكريم عليه السلام أنه قال: “كل سلامى[1] من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع الشمس: تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته تحمله عليها أو ترفع له متاعه عليها صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة»[2]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] قوله: “كل سلامي” قال السندي: بضم سين وتخفيف لام: مفاصل البدن. “عليه صدقة”، أي: واجبة عليه، ونسبة الوجوب إلى المفاصل مجازيه، وهي واجبة على الإنسان لسلامة المفاصل ومعافاتها، والمراد بالوجوب الثبوت على وجه التأكد لا الوجوب الشرعي» مسند أحمد (13/ 512 ط الرسالة)
[2] مسند أحمد (13/ 512 ط الرسالة)، وأخرجه البخاري في صحيحه (2707) و (2891) و (2989) ، ومسلم (1009) (56)
