السؤال:
سمعت فيديو لأحد رجال الدين يقول بأن الرسول في أحد الحروب أمر بسبي النساء ، فما رأيكم في هذا الكلام؟
وما حكم السبي هل حرمه الله أم أحله، وكيف نميز بين كثرة الروايات المنسوبة إلى رسول الله خصوصًا بأن من يقص هذه الروايات بعض رجال الدين؟
الجواب:
أي رواية تفيد بأن النبي عليه الصلاة والسلام سبى النساء أو استرق الأسرى أو قتلهم هي روايات مكذوبة عليه، لأن الله تعالى أمره بأن يطلق سراح الأسرى بعد انتهاء الحرب إما بالفدية أو بدونها:
﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾ [محمد: 4]
ومن زعم أن النبي فعل غير هذا فقد افترى عليه أنه يخالف القرآن، وحاشاه أن يفعل، فقد كان أول متبع للقرآن وعامل به، قال الله تعالى:
﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ [يونس: 109]
ولا شك أن من أراد أن يعود بالمسلمين إلى الجاهلية حيث السبي والاسترقاق لم يجد في كتاب الله تعالى ما يسعف توجهه، لذا عمل جاهدا على الافتراء على نبينا الكريم روايات يستند إليها في تحليل أمر الجاهلية. وصدق الله تعالى إذ يقول:
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ. وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ﴾ [الأنعام: 112-113]
فالسبي وكذا الاسترقاق لا أصل لهما في دين الله تعالى، وقد جاء الإسلام لإبطال عادات الجاهلية ومعالجة الظواهر السلبية الموروثة عنها، فمنع السبي وحرمه، لأنه اعتداء على كرامة الإنسان وإهدار لإنسانيته.
*وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على المقالات المتعلقة التالية:
استرقاق أسرى الحرب واتخاذ الجواري https://www.hablullah.com/?p=2742
معاملة الأسير في الإسلام http://www.hablullah.com/?p=2320
غزوة بني قريظة بين الحقائق والأساطير https://www.hablullah.com/?p=2100
