السؤال:
قرأت في بعض مواقع الفتوى أن مصحف التفسير الذي يكون فيه قرآن وتفسير الآيات لا يحتاج إلى وضوء أو طهارة من الدورة الشهرية، يعني للقراءة منه، وأنا قرأت في رمضان منه على هذا الأساس، فهل عليَّ ذنب؟ الكتاب هذا كان مقررا في المدرسة في المرحلة الإعدادية، فهو ليس مصحفا بالشكل المتعارف عليه، يعني
أنه يشق علي جدا أن أقرأ طول فترة الدورة من الهاتف بصراحه .. القرآن في صيغة ورقية أسهل للقراءة بكثير.
الجواب:
لا إثم على الحائض أو النفساء إذا قرأت القرآن، كما لا إثم على من قرأ القرآن من المصحف بغير وضوء، لأنه لم يأت أمر بالوضوء إلا عند إرادة الصلاة، قال تعالى:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ» (المائدة، 6 / 5).
وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا بقوله: “إِنَّمَا أُمِرْتُ بِالوُضُوءِ إِذَا قُمْتُ إِلَى الصَّلَاةِ”[1]
المطلوب عند قراءة القرآن هو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فقط. قال تعالى:
«فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» (النحل، 16 / 98).
يتبين من خلال الأدلة أن الوضوء لا يشترط لقراءة القرآن الكريم سواء في غرفة الصف أو غيرها، ولا وجه لمن احتج بقوله تعالى: «لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» (الواقعة، 56 / 79) لأن دلالة الآية لا تسعفه، فهي أكثر احتمالا لمعانٍ أخرى.
والمرأة الحائض أو النفساء تستطيع أن تقرأ القرآن من المصحف الشريف أو من المصحف الالكتروني أو من أي وسيلة أخرى، لأنه لا يوجد دليل صحيح يمكن الاحتجاج به على منعها من ذلك، ولأن المسلمة تحتاج إلى قراءة القرآن في كل وقتها، فمنعها من ذلك فترات طويلة (في حيضها ونفاسها) هو انقطاع عن مداومة الذكر والتدبر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سنن الترمذي، باب في ترك الوضوء قبل الطعام، رقم الحديث 1847، وسنن أبي داوود، باب غسل اليدين عند الطعام، رقم الحديث 3760