السؤال:
أصبحت أرى كثيرا من الموضوعات حول مفهوم الاختلاط وأن المرأة مكانها في المنزل فلا تخرج إلا للحاجة الضرورية، و يستدلون بالآية ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ﴾ [الأحزاب: 33] فهل حقا لا يجوز للمرأة الخروج حتى إن ضاقت بها نفسها و أرادت الترفيه عن نفسها ؟! و شكرا
الجواب:
تستطيع المرأة أن تخرج من بيتها للعمل أو للصلاة في المسجد أو لزيارة الرحم أو التسوق أو الترفيه، فالقول أن المنزل مكان المرأة ولا يصح خروجها منه إلا للضرورة هو تقول في دين الله تعالى بغير دليل.
ومن الطبيعي أن يكون الرجال والنساء في مكان واحد كالسوق أو المسجد أو الطريق أو غير ذلك، وليس من الطبيعي أن ينادي البعض بفصل الرجال عن النساء في كل مقام، فليس لذلك أصل في الدين، كما أنه بعيد عن الفطرة، لذلك فإن مصطلح الاختلاط هو مصطلح دخيل على ثقافة المسلمين.
أما قوله تعالى {وقرن في بيوتكن} [الأحزاب: 33] فذلك خاص بنساء النبي، حتى يستطعن تبليغ الكتاب وتعليم الحكمة للناس فيؤخذ العلم من مكان معلوم. قال الله تعالى مخاطبا إياهن في الآية التي قبلها:
﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴾ [الأحزاب: 34]
والقرار في البيت لا يعني عدم الخروج منه، وإنما قضاء معظم الوقت فيه، والعلة ما أسلفت، ولأنهن أمهات المؤمنين، والأم مقامها سامٍ فتقرّ في البيت ولا يُطلب منها الخروج المتكرر منه.
*وللمزيد حول الموضوع ننصح بالاطلاع على مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (سياحة المرأة) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=3078
وعلى الفتوى (الاختلاط بين الرِّجال والنِّساء) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=3402