السؤال:
هل تفسير ابن عباس يُحتج به ؟ وهل كل ما جاء عنه في تفسير الآيات صحيح ؟
الجواب:
تفسير عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يُعد من أقدم التفاسير، وقد نال مكانة خاصة عند العلماء، لأن ابن عباس كان من علماء الصحابة المشهورين بالعلم والتفسير بالرغم من صغر سنه عند وفاة النبي الكريم، يلقب في التراث الإسلامي بحبر الأمة.
هل يُحتج بتفسير ابن عباس؟
يعتمد العلماء على تفسير ابن عباس باعتباره من أقرب المفسرين إلى عهد النبوة، حيث يغلب على الظن أن تفسيراته تستند إلى ما تعلمه من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرةً أو من خلال كبار الصحابة.
هل كل ما جاء عن ابن عباس في التفسير صحيح؟
ليس بالضرورة أن يكون كل ما نُسب إلى ابن عباس في التفسير صحيحًا أو مقبولاً لعدة أسباب منها:
- الروايات الضعيفة أو الموضوعة: ليس كل ما يُنقل عنه صحيح، فبعض التفاسير المنسوبة إليه قد تكون ضعيفة أو غير ثابتة من ناحية السند، ويقال أنه مِن أكثر الذين كُذب عليهم من الصحابة رضي الله عنهم.
- الاجتهادات الشخصية: رغم مكانة ابن عباس العلمية العالية إلا أنه كان بشرًا يجتهد في فهم بعض الآيات، وقد يكون اجتهاده في بعض المواضع مخالفًا لاجتهادات صحابة أو علماء آخرين.
- الإسرائيليات: تفسير ابن عباس، كبقية التفاسير القديمة، قد يحتوي على بعض الإسرائيليات، أي الروايات التي أخذت من أهل الكتاب (اليهود والنصارى). لهذا نجد العلماء يتعاملون مع هذه الروايات بحذر، فيقبلون ما وافق منطق القرآن ومقاصد الشريعة، ويرفضون ما خالفها.
كيفية التعامل مع تفسير ابن عباس:
- التثبت من صحة الرواية: ينبغي التأكد من صحة السند المتعلق بتفسير ابن عباس. بعض التفسيرات المنسوبة إليه جاءت عن طريق روايات ضعيفة.
- الرجوع إلى التفاسير المعتمدة: من الأفضل الرجوع إلى كتب التفسير المعتمدة التي وثّقت رواياته مثل “تفسير الطبري”، و”تفسير ابن كثير”، حيث اهتموا بنقل أقوال ابن عباس مع التحقق من صحة السند، وهذا لا يعني بالضرورة أن كل ما نقلوه عنه أو نسبوه إليه صحيح، فالمؤلفان أيضا من البشر فيجوز عليهم الخطأ.
- الاعتماد على التفسير المتفق عليه: ما ورد عن ابن عباس ووافقه عليه المفسرون الآخرون يُعد أكثر قوة من الروايات التي اختلفوا فيها.
- تفسير القرآن بالقرآن: أدق الروايات عنه هي تلك التي تستند على تفسيره القرآن بالقرآن، وهو المنهج الذي ارتضاه الله تعالى لتفصيل كتابه كما دلت على ذلك افتتاحية سورة هود والآية السابعة من آل عمران وغيرهما من الآيات ذات المنحى الأصولي.
الخلاصة:
تفسير ابن عباس يُحتج به ويعتبر مرجعًا هامًا في التفسير، ولكنه كأي مصدر علمي، يحتاج إلى التحقق من صحة الروايات المنقولة عنه ومقارنتها بالنتائج التي يمكن أن نتوصل إليها عند تفسير القرآن بالقرآن.
*وللمزيد حول التفاصيل المتعلقة بتفسير القرآن بالقرآن ننصح بالاطلاع على مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (الأصول في تفسير القرآن بالقرآن) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=1228