السؤال:
ما هو دليلكم على أن الزيت والكريم للجلد والكحول التي تستخدم لقتل الجراثيم لا تعد حائلا تمنع وصول الماء إلى الجلد في الوضوء؟.
الجواب:
المطلوب في الوضوء هو غسل الوجه واليدين إلى المرفقين، والغسل معروف في لغة العرب، وهو تعميم الماء على العضو مع الدلك عليه.
فإن فعل المسلم ذلك فقد قام بالواجب، ولا يهم بعدئذ إن بقي على العضو المغسول شيء كالزيت والدهن وغيرهما، لأن الآية لم تطلب إزالة ما كان عالقا على العضو المغسول، لأن هذا قد يؤدي إلى الحرج، حيث إن الحرج مرفوع عن المسلمين بالجملة:
﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]
أما الرأس والقدمان فالمطلوب مسحهما[1]، حيث يمكن مسحهما مهما كانت حالتهما، فلو كان يلبس عمامة فمسح عليها فإنه يكون قد مسح على رأسه، كما أنه لو كان لابسا حذاء فمسح عليه يكون في اللغة قد مسح على قدميه، حتى لو كان القدم مبتلا بالماء ومسح عليه يكون قد جاء بالأمر.
إن مسألة الطهارة مبنية على التساهل ورفع الحرج كما نصت على ذلك آية الوضوء، فبعد أن ذكر سبحانه أحكام الوضوء والغسل من الجنابة قال معقبا:
﴿…مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر: جمال نجم (المسحُ على القدمين في الوضوء) https://www.hablullah.com/?p=2828