حبل الله
واجب المرء تجاه المقصرين من أهل بيته ببعض الأمور الشرعية؟

واجب المرء تجاه المقصرين من أهل بيته ببعض الأمور الشرعية؟

السؤال:

أبي متوفى، وأمي وأختي لا يلبسن الزي الشرعي، وأختي أكبر مني بسنوات، أحاول أنصحهن، ولكن أمي تقول صل وصم ولكن لا تتدخل في أمورنا، فماذا أفعل وأمي لا تمانع الاختلاط مع أصدقاء أختي؟ وماذا يجب علي؟ وهل سأحاسب بين يدي الله سبحانه على تقصيرهما، حيث لا يوجد أحد يصلي في البيت إلا أنا وهذا من فضل الله تعالى.

الجواب:

مسؤوليتك تجاه أختك وأمك هي الدعوة بالحسنى وتذكيرهما بحق الله تعالى عليهما كلما سنحت الفرصة، يقول الله تعالى:

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌قُوا ‌أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا﴾ [التحريم: 6]

وقد مدح الله نبيه إسماعيل عليه السلام لأنه كان كثيرا ما يذكر أهله بما يجب عليهم تجاه ربهم:

﴿‌وَكَانَ ‌يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ [مريم: 55] 

والأمر بما يجب عليهم يكون باللين والكلام الحسن لا بالغلظة والتخويف، لقوله تعالى:

﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ ‌بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125] 

فليس على المرء تجاه أهله سوى التذكير والنصح والإرشاد، حتى أنها وظيفة النبي تجاه قومه:

﴿فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ‌وَعَلَيْنَا ‌الْحِسَابُ﴾ [الرعد: 40] 

والتواصي بالحق هي وظيفة متبادلة بين المؤمنين، فهي ليست للرجل تجاه أهل بيته فقط وإنما هي وظيفة كل فرد تجاه غيره ممن يلونه لا سيما أهل بيته والمقربين منه ، فقد وصف الله تعالى المؤمنين بقوله:

﴿وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 1-3] 

فإن فعل المسلم الذي عليه فهو غير مسؤول عن تقصير أهل بيته بعد ذلك، ولن يحاسبه الله تعالى يوم القيامة عن أفعالهم، لأن كل نفس تحاسب عن نفسها:

﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ ‌تُجَادِلُ ‌عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [النحل: 111] 

ولا يمنعنك إعراض أهل بيتك عن نصيحتك من دوام الإحسان إليهم وبرهم، فعسى الله أن يهديهم، فالكلمة الطيبة والتعامل الحسن يعطي أثره ولو بعد حين. قال الله تعالى:

﴿وَلَا تَسْتَوِي ‌الْحَسَنَةُ ‌وَلَا السَّيِّئَةُ، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34] 

نسأل الله تعالى الهداية لنا ولكم وللناس أجمعين.

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.