17. المُعجزة
معجزاتُ الرُّسل حقٌّ، والمعجزةُ أمرٌ خارقٌ للعادة يظهرها الله تعالى على يد مَنْ أرسلَه لهداية البشر تصديقاً له بدعوى النُّبوَّة، ومعجزةُ رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم.
فكلُّ مَنْ قَرَأَ القرآن علم بالضرورة أنَّ الذي جاء به رسولُنا هو من عند الله، ذلك أنَّ البشرَ لا يقدرون على الإتيان بمثله، وهي مثل معجزة عيسى عليه الصَّلاة والسَّلام فكان يحيي الموتى بإذن الله، و يخلقُ من الطِّين كهيئة الطَّير وينفخُ فيه ليكونَ طيراً بإذن الله، ومعجزة صالح عليه الصَّلاة والسَّلام كانت خروج الناقة من الصَّخرة، وكلُّ هذا ممَّا يعجزُ النَّاسُ عن فعله، وهي معجزاتٌ حسِّيَّةٌ انقطعت بانقضاء زمن الأنبياء الذين ظهرتْ هذه المعجزاتُ على أيديهم فلم تكن خالدةً.
أمَّا مُعجزةُ القُرآن فخالدةٌ، وتأثيرُها باقٍ إلى يوم القيامة وفي كلِّ مكانٍ، فقد تكفَّلَ اللهُ تعالى بحفظه بقوله: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» (الحجر، 15/9). وعلى هذا فكلُّ إنسانٍ مُخاطَبٌ بالإيمان برسالة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ومُطالَبٌ بالعمل بها، فلا نبيَّ بعده.
فالعالِمُ وارثٌ لرسالةٍ جاءَ بها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وهي القيامُ بدعوة النَّاس إلى القرآن الكريم.
مقال مفيد جدا جعله الله في ميزان حسناتكم