مآخذ على اللمعة الثامنة عشرة
(من كتاب النورسسيين)
ما سطر هنا مَحْرَمٌ لا ينبغي أن يطلع عليه الأجانب، فلا بد وأن يكون مكتوما عنهم. وهو اللمعة الثامنة عشرة من الرسالة الحادية والثلاثين. الكرامة الغيبية التي تشير إلى طلبة النور.
وجدير بالانتباه إلى أن هذه اللمعة العجيبة لها أهمية من ثلاث نواحٍ:
الناحية الأولى وهي الأهم: توضح معجزة غيبية مهمة أحمدية -صلى الله عليه وسلم- لم تظهر بعد، تشرح في صفحتين الحديث الذي هو عبارة عن جملتين اثنتين من جوامع الكلم، وهو حديث قد أشار إلى حقائق تاريخية وخاتمة دولتين إسلاميتين عظيمتين.
الناحية الثانية: إشارة علي رضي الله عنه بكلمتين اثنتين إلى قبول الحروف اللاتينية مع ذكر التاريخ محددا وكيفية تطبيقته كانت برهانا قاطعا على صدق كرامات الأولياء.
الناحية الثالثة: النظر والإشارة إلى التوجيهات الإرشادية من علي -رضي الله عنه- لطلبة رسائل النور وناشريها.
وإنزال جبريل عليه السلام على حضن علي رضي الله عنه بحضور النبي صلى الله عليه وسلم صحيفة مكتوبا فيها اسم الله الأعظم. يقول علي رضي الله عنه: «رأيت جبريل على صورة علائم السماء، سمعت صوته، واستلمت الصحيفة ووجدت فيها هذه الأسماء». كان علي رضي الله يذكر هذه الأسماء مع بعض الحوادث من باب ذكر النعم. وهو يقول: «من بدء الكون إلى أن تـقوم الساعة قد كشف لنا جميع العلوم والأسرار المهمة، فليسأل السائل عما أراده، ومن يشك في كلامنا فهو خاسر». (السكة التصديقية الغيبية، اللمعة الثامنة عشرة، كليات رسائل النور المفهرس بالتخريج، بديع الزمان سعيد نورسي، دار آسيا الجديدة، إستانبول 1995، 2/2078-2079.)
ملاحظة:
إذا كان جبريل جاء عليا رضي الله عنه بكتاب، ألا يلزم من هذا كونه رضي الله عنه نبيا؟ ولو أن هذا الكتاب بين جميع العلوم والأسرار الهامة التي تحدث من بدء الكون إلى أن تـقوم الساعة لاقتضى ذلك أن تكون مرتبة علي رضي الله عنه فوق مرتبة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأنه ما علِّم نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مثل هذا العلم.
فهي إذن افتراء لا أصل له، ومن صدقها فهو لا يؤمن بخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، ولا بكون القرآن الكريم آخر كتاب سماوي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء بتلك الفرية لينال بغيته من تقديس طلبة رسائل النور كما بيناه في الفصل الأخير.
روى أحمد بن حنبل عن علي رضي الله عنه قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن فيك من عيسى مثلا؛ أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به. ألا وإنه يهلك فيَّ اثنان: محب يقرظني بما ليس فيَّ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني. ألا إني لست بنبي ولا يوحى إلي، ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت. فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم. (مسند أحمد، 1/160)
أضف تعليقا