الرشوة
قال الله تعالى: «ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون» (البقرة، 2/188).
كلمة «الرُشوة»: مشتقةٌ من الرِشاء. والرشاء؛ الحبل الذي يُتَوَصَّل به إلى الماء.[1] فالرشوة تُشبه ربطَ الحبلِ بالدَّلْوِ ثم ارساله إلى قعر البئر لاخراج الماء. و الذي يأخذ الرشوة هو كالدلو، والذي يُعطي الرشوة يحصل بها على مال ليس من حقه.
وتتحقق الرشوة بشرطين اثنين كما بينت الآية؛ الأولى: أن يكون القصد منها، أكل أموال الناس بالباطل مع العلم بذلك. والثانية: إعطاء المال للحكام في سبيل تحقيق هذا القصد.
والمال المدفوع لموظف يعتبر هدية إذا لم يقصد به نفع. ويعتبر مرتشي لو اشترط دفع مال مقابل عمله. ولا حرج على الذي دفع إذا كان مضطرا إلى دفعها لكي يحصل على حقه.
ولو اضطر من يريد بناء البيت دفع رشوة لاستخراج الرخصة، بالرغم اتمامه كل الشروط اللازمة لها، فالاثم على الموظف الذي أخذ، ولا حرج على الذي دفع إن شاء الله. ولكن إذا دفع الرشوة ليأخذ مال غيره بلا حق فهذا حرام.
[1] تاج العروس للزَبيدي شرح القاموس المحيط للفيروز الآبادي، مادة: رشو.
أضف تعليقا