السؤال:
هل يصلي الداخل إلى الجامع يوم الجمعة تحية المسجد والإمام يخطب؟
الجواب:
يرى الحنفية أنه لا يصلي المرء عند الدخول إلى الجامع والإمام يخطب, بل ينبغي عليه أن لا يشتغل بأي شيء حتى بالصلاة بل يستمع إلى الخطبة. فبعد أن يصعد الإمام إلى المنبر يجب على الحضور الصمت، وإن ظنّ أنه سينتهي من الصلاة قبل أن يبدأ الإمام الخطبة يمكنه أن يصلى ركعتين خفيفتين.
ودليل الحنفية فيما ذهبوا إليه هو الحديث التالي:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ.
(صحيح البخاري باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب, صحيح مسلم باب في الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب.)
وكما يُرى فإن الأمر بالمعروف قد نهي عنه في هذا المقام، فمن الأولى أن لا تصح صلاة النافلة.
ويقول بمثل هذا القول الإمام مالك.
أما الشافعية والحنابلة فقالوا:
للداخل إلى الجامع أن يصلي تحية المسجد حتى لو كان الإمام يخطب.
ونحن نرى أنّ هذا القول هو الراجح و الأصوب من سابقه لموافقته سنّة النبيّ سلى الله عليه وسلم الآمرة بذلك.
أدلتهم فيما ذهبوا إليه الأحاديث التالية:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو سَمِعَ جَابِرًا قَالَ دَخَلَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَقَالَ أَصَلَّيْتَ قَالَ لَا قَالَ قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ.
(صحيح البخاري باب من جاء والإمام يخطب يصلي ركعتين خفيفتين, صحيح مسلم باب التحية والإمام يخطب.)
عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَعَدَ سُلَيْكٌ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ قَالَ لَا قَالَ قُمْ فَارْكَعْهُمَا.
وفي رواية أخرى
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ يَا سُلَيْكُ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا ثُمَّ قَالَ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا.
(صحيح مسلم باب التحية والإمام يخطب.)
نجد كثيرا من متعصبة المذاهب لا يتطرقون إلى إتمام الحديث الذي بين فيه الرسول صلى الله عليه وسلّم الإتيان بتحية المسجد ولو كان الإمام يخطب يوم الجمعة كما هو وارد في صحيح البخاري من حديث جابر في أمره لسليك الغطفاني أن يصلي ركعتين ثم أورد قوله : إذا جاء أحدكم إلى المسجد والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما.
لستُ أدري لم كل هذا الوضوح في الحديث، ثم نجد المتأولة من المذاهب يفسرونه وفق ما استقر عليه قول شيوخ المذهب.
أريد ردّا مأثورا ثابتا بدليل صحيح قاطع دون أقوال لا تحمل أي شيء فيه فقه شرعي…!