التفريق بين الله ورسوله
كما نقول دائما فأنه لا يوجد من الناس أحد إلا وهو يؤمن بوجود الله سبحانه، ويظهر إيمانه هذا في حياته اليومية؛ فتلك فطرة الله التي فطر الناس عليها، فالإيمان في نفسه وان كان مستورا بالشرك والإلحاد.
كما ذكر من قبل، فكل إنسان يؤمن بالله ويعبر عن إيمانه هذا بطريقة ما. وكذلك من نسميهم بالملحدين فهم يؤمنون بوجود الخالق كذلك سواء سموه بـ ”الله“ أو ”الطبيعة“ أو ”إله السماء“ أو أي شيء آخر. والملحد كمن ينكر أباه، لأنه لا يمكن إنكار وجود الخالق والواحد وهو الله. كما أن من ينكر أباه يبحث عنه حين يقع في الضيق كذلك من ينكر وجود الخالق. وسبب كفر هؤلاء والحادهم هو أنهم لا يريدون أن يتدخل الخالق في شئون حياتهم بالأمر والنهي، وبالتالي فهم يرون أن أفضل طريقة للتهرب من أمر الله سبحانه هو تكذيبهم لأنبيائه وعدم إيمانهم برسله. قال الله تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا. أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا. وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا» (النساء، 4 / 150-152).
وفي هذا المقام أود أن أنقل حوارا جرى بيني وبين شخص ينكر النبي ، أعبر عن هذا الشخص في هذا الحوار بـ( منكر النبي) وأعبر عن نفسي باسمي الأخير(بايندر):
منكر النبي: إيماني بالله في غاية الكمال لا يعتريه الشك.
بايندر: كل إنسان يؤمن بالله.
منكر النبي: أنا أحيانا ألتجئ إليه وأطلب عونه ومساندته، وهذا العمل يريحني ويسعدني كثيرا.
بايندر: وهذا كذلك عمل يقوم به كل الناس.ولكن المهم اتباع الرسول والنبي. ولكنك تتبع هواك بدلا من أن تتبع الرسول والنبي، وتعيش في الدنيا حسب هواك. أليس كذلك؟
منكر النبي: طبعا، الحياة هي حياتي، أعيش كما أريد، ومن يتدخل في حياتي؟
بايندر: ألا يتدخل بحياتك من أعطاها لك؟ فالرسل والأنبياء هم من يبلغون أمر الله لك فيما يتعلق بحياتك.
منكر النبي: ولكني أسمع فيه أشياء كثيرة متعارضة بعضها مع البعض. ومعظمها تتكون من الخرافات التي ظهرت في وقت لاحق.
بايندر: أولا يجب أن تعرف الدين من مصدره الصحيح وهو القرآن الكريم حتى يكون قرارك صحيحا. لذا عليك أن تقرأ القرآن وتفهمه فهما صحيحا. فإذا عرفت أنه كتاب الله فستؤمن بأن محمدا رسول الله.
منكر آخر للنبي: أنا كنت ملحدا. لو نظرت إلى ما يقوله الناس باسم الدين لبقيت ملحدا. في يوم من الأيام أخذت القرآن ودرسته. وكنت أقصد بدراسته معرفة أنه كتاب الله أم لا. وأثناء دراستي وجدت فيه معلومات متعلقة بالطب لم يكن ممكنا معرفتها في وقت نزوله. ولا سيما في خلق الجنين والأطوار التي يمر به في بطن أمه. كما وجدت فيه معلومات أخرى، وأيقنت أنه تنزيل من الله العزيز العليم. فعندئذ أصبحت مسلما حقا.
بايندر: هذه هي الطريقة التي ينبغي على كل شخص القيام بها. فينبغي على المرء أن يصدر القرار بعد دراسة وتحقيق بعيدا عن التقليد والمؤثرات الخارجية. ولتحقيق ذلك فلا بد من فهم القرآن ودراسته بعيدا عن الأفكار المسبقة والمؤثرات السلبية.
أضف تعليقا