السؤال:
زوجتي بعد الولادة جاءتها الدورة الشهرية المعتادة في أول رمضان وبعدها بـ 12 يوم جاءتها الدورة مرة أخرى، هل تصوم أم تفطر؟ هل تعتبر الدورة الثانية استحاضة مع العلم أن الدم لونه بني غامق أقرب للأسود، هل هذه دورة شهرية أم استحاضة؟ وهل تصوم أم تفطر وتقضي؟.
الجواب:
الحيض لا يمنع صحة الصيام ومثله الاستحاضة، فالحائض تصوم بلا حرج، إلا إذا تسبب لها بحالة مرضية، فيرخص لها بالافطار بسبب المرض لا بسبب الحيض . وكثير من الفقهاء يقولون بعدم جواز الصوم بالنسبة للمرأة الحائض، وهو قول مردود لعدم وجود الدليل عليه من كتاب الله تعالى.
وليس من المنطقي أن يحرم الله تعالى فعل شيء بوقته ثم يأمر بقضائه في وقت آخر؛ إذ أن قضاء ما فات مختص بالعبادات الواجبة التي لم يستطع المسلم أداءها في وقتها لسبب ما كالمرض والسفر والنسيان. فالحيض لا يمنع من صحة الصوم أصلا.
*وللمزيد حول هذا الموضوع ننصح بالاطلاع على مقالة (صلاة الحائض وصيامها) على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=1075
الحديث المستشهد به في الاجابه على السؤال لا أفهم الشق الاخر منه وهو ( كنا لا نؤمر بقضاء الصلاة) اي ان الحائض لا تصلي؟ ! ام ماذا؟
وفي سؤال آخر عن صلاة الحائض كانت الاجابه انها تصلي لانه لا يوجد دليل على ترك الصلاة . كيف هذا فلو أخذنا بالحديث فمعناه ان لا تصلي !!
ثم ان عندي سؤال محيرني من الذي قال ان دم الحيض او النفاس نجس حتى يضلوا الأمة لمده ١٤٠٠ سنه جميع النساء لا تصلي ولا تصوم في الحيض ؟
شكرا على الملاحظة القيمة.. نعم لقد كانت هذه فتوى قديمة قد فاتنا تصحيحا في حينه لكننا قمنا بتصحيحها الآن، *وللمزيد حول هذا الموضوع ننصح بالاطلاع على مقالة (صلاة الحائض وصيامها) على الرابط التالي http://www.hablullah.com/?p=1075
أما بالنسبة لدم الحيض فقد وصفه الله تعالى بأنه “أذى” ولم يقل بأنه نجس، ولا أعلم بالضبط من هو أول قال بأنه نجس، وبالرغم من وصف القرآن له إلا أن المسلمين _مع الأسف_ لم يلتفتوا لذلك الوصف، بل تمسكوا بالوصف الذي ابتدعه أحدهم.
لماذا استخدم الله لفظ حتى يطهرن؟ ؟ والطهاره عكس النجاسه ؟ فحتى لو قلنا بوجوب صيام الحائض ان استطاعت فلفظ [ حتى يطهرن] و [اذا تطهرن] توحي بمعنى التطهر بعد نجاسه مثل الجنب مثلا لا تستطيع الصلاه إلا بعد التطهر بالعسل…هذا في مسألة الصلاه الأمر محير جدا !
وماذا عن الطواف هناك رأيان بين المنع من طواف الحائض بالكعبه و الاخر يجيز !!
ممكن توضيح ونحن على أعتاب رمضان. كل عام وانتم بخير
القاعدة المضطردة أن خروج شيء من أحد السبيلين بدون إرادة فإنه لا يمنع من صحة الصلاة حتى لو سقط على الملابس، وكذلك الحائض فإن ما ينزل منها لا ينزل بإرادتها فكيف يكون مانعا من الصلاة والصيام؟
لما سأل الناس عن المحيض نزلت الآية تجيب عن السؤال، ولم يرد فيها إلا منع الزوج من الاقتراب من زوجته أثناءه، ولو كان يحرم عليها الصلاة والصيام لذكره الله تعالى وبينه في الآية كجواب للسائلين:
﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]
أما قوله تعالى تعالى (يطهرن) فهي كلمة تسخدم في رفع كل أذى، حيث إن القرآن لم يصف الحيض بأنه نجاسة وإنما وصفه بأنه أذى، لأن المرأة تتأذى منه فلا تستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعي كما تكون بغيره.
الفرق الجوهري بين الجنابة والحيض، أن الأول يحصل بالإرادة عادة بينما الحيض فيصحل بدون إرادة، كما أن القرآن نص على الغسل من الجنابة فلا تصح الصلاة إلا به، بينما لم ينص على الغسل من الحيض بل ذكر لفظ التطهر، ومعلوم أنه لا ترادف في ألفاظ القرآن، فالغسل هو نوع مخصوص من التطهر، أما التطهر فهو لفظ عام يعني رفع كل شيء غير مرغوب فيه، ويأتي على ضربين: تطهر مادي وتطهر معنوي.