السؤال: أرجو المساعدة والتوجيه في حل مشكلة. هناك شخص أخته لا ترتدي الزي الشرعي وترتدي الحجاب والبنطلون، وهو يرغب في جعلها ترتدي الزي الشرعي، وهي ترفض ذلك، والأم تقف معها في رفضها بل وتشجعها على ذلك، مع العلم أن الأب متوفى. فما موقف الأخ وماذا يفعل؟ وهو يخشى محاسبة الله له. فما الحل ؟ وشق آخر من السؤال. هل للأخ سلطة على لباس أخته المتزوجة إذا كان زوجها يسمح لها بالتبرج.
الجواب:
إن التواصي بالحق والخير واجب المسلم على المسلم، قال تعالى: { وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (العصر، 1_3)، ومن ميزات المجتمع المسلم أن أفراده يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، يقول لقمان الحكيم موجها ولده فيما قصَّ القرآن من خبره: { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (لقمان،17)، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يكون إلا بالحكمة والموعظة الحسنة.
يقول الله تعالى مخاطبا نبيه الكريم: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، (النحل،125)، هذا الخطاب موجه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده يبين لنا الطريق في دعوة الغير إلى الالتزام بأحكام الله سبحانه، لكن الآية تشير إلى ضرورة أن تكون الدعوة بالحكمة بعيدا عن العنف والقسوة؛ لأن ذلك يترك أثرا معاكسا لما يريده الداعي، والرفق في دعوة الآخرين سبب في استجابتهم ولو بعد حين، وقد كان لرحمة النبي ورفقه في دعوة قومه أكبر الأثر في استجابتهم والتزامهم بأحكام الإسلام بعيدا عن الإكراه والتسلط، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} (آل عمران،159).
وإذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب المسلم على المسلم فهو بين أولي الأرحام آكد وأكثر أهمية؛ لما لكل منهم حق على الآخر، والرفق في دعوة أولي القربي آكد كذلك وأحق. وأحاديث النّبي صلى الله عليه وسلم تؤكد ذلك وتدعو إليه. يقول عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ)[1]
وقال أيضا: (مَنْ يُحْرَمْ الرِّفْقَ يُحْرَمْ الْخَيْرَ)[2]. وقال أيضا: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ)[3].
هذه الأدلة الظاهرة تظهر واجب المسلمين تجاه بعضهم بعضا بالتناصح بالحق بعيدا عن الإكراه والتسلط.
[1]( مسلم،4698)
[2](صحيح مسلم، 4694)
[3](مسلم، 4697)
جيد جدا جزاك الله خيرا اخي الكريم على هذا الموضوع في الدين و الدنيا
السلام عليكم
أبي متوفي، وأمي وأختي لا يلبسن الزي الشرعي، وأختي أكبر مني بسنوات أحاول أنصحهما، ولكن أمي تقول صل وصم ولكن لا تتدخل في أمورنا، فماذا أفعل
وأمي لا تمانع الاختلاط مع أصدقاء أختي.
هل ساحاسب أنا بين يدي الله سبحانه؟
ولا يوجد أحد يصلي في البيت إلا أنا وهذا من فضل الله تعالى.
وعليكم السلام ورحمة الله
نسأل الله تعالى لكم ولنا الهداية والتوفيق
مسؤوليتك تجاه أختك وأمك هي الدعوة بالحسنى وتذكيرهن بحق الله تعالى عليهن كلما سنحت الفرصة، وأنت غير مسؤول عن تقصيرهن بعد ذلك، ولن يحاسبك الله تعالى يوم القيامة عن أفعالهن، لأن كل نفس تحاسب عن نفسها.
ولا يمنعنك إعراضهن عن نصيحتك من دوام الإحسان إليهما وبرهما، فعسى الله أن يهديهما، فالكلمة الطيبة والتعامل الحسن يعطي أثره ولو بعد حين.