السؤال: كان آدم وحواء مؤمنين موحدين وكذلك أولادهم ثم ظهرت عبادة الأحجار والنار. من أين جاءت هذه المعتقدات؟ ولماذا؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله الطاهرين وصحابته المنتجبين، وبعد
لما خلق الله آدم أمر الملائكة بالسجود له، وكان إبليس مع الملائكة، فسجد الملائكة كلهم أجمعون، وامتنع إبليس عن السجود ليس ظنا منه أنه ليس مشمولا بالأمر بل لأنّه رأى نفسه أعظم من آدم وأحقَّ بالتكريم منه، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ. قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (الأعراف،12)
وكان امتناعه عن السجود لآدم تعبيرا عن حسده إياه، وقد أخذ إبليس العهد على نفسه أن يضل آدم وبنيه من بعده ما استطاع إلى ذلك سبيلا، قال تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ. ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} (17، الأعراف)
وقد نفد وعده سريعا حيث وسوس لآدم وزوجه حتى أكلا من الشجرة التي حرم الله عليهما الأكل منها، قال تعالى:{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ. وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ. فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} (الأعراف، 22)
وكان ذلك إيذانا بهبوط آدم على الأرض ليواجه هو وبنوه من بعده كيد الشيطان وعداءه الذي لا ينفك عن بني آدم ما دامت أرواحهم في أبدانهم. قال تعالى {لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا. وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا. يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا. أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا} (النساء،121)
إن أعظم المعصية هو الشرك، فإنّ الله يغفر الذنوب جميعها إلا أن يشرك به، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} (النساء، 116) فإذا كان الأمر كذلك فلا بد أن يبذل الشيطان جهده لإيقاع بني آدم فيه، والله تعالى لا يترك الإنسان دون تحذيره من الشيطان قال الله تعالى محذرا من فتنه: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} (الأعراف،27)
والشيطان يقوم بإضلال الناس مرة بعد أخرى وخطوة بعد خطوة حتى يوقعهم في الشرك، قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (النور، 21)
إن عبادة غير الله من أشد ما يحرص عليه الشيطان وهو يحرص على كل عمل يؤدي إليه، قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (المائدة،91) والآية التالية تبين السبيل الوحيد الذي يقي من الإنزلاق نحو عبادة غير الله {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (المائدة،92)
وإذا ما بقي الإنسان مصغيا إلى وساوس الشيطان فإنه سيصبح منقادا له في كل شيء. قال الله تعالى {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (المجادلة، 19)
القرآن يحذرنا من وساوس الشيطان ويأمرنا بالإستعاذة منه:
1_ {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} (الأعراف،200_ 201)
2_ {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ. وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ. وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} (يس،60 _62)
3_ {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (فاطر، 6)
4_ {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا. قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا. وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا. إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا} (الإسراء،62_ 65)
الإنسان عابد بفطرته، فتلك هي فطرة الله التي فطر الناس عليها، وإذا لم يعبد الإنسان ربه الحق عبد غيره، قال تعالى {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} (يونس،32)، والشيطان يعرف هذا جيدا، فلا يترك مجالا إلا ويعبث بفكر الإنسان ليحرفه عن منهج الله تعالى، فيعبد غيره، وهذا ما حصل بعد أن كان الناس أمة واحدة تدين لله بالواحدانية فاختلفوا بعد ذلك، وانحرف الكثيرون استجابة لوسوسة الشيطان وإعراضا عن أمر الله تعالى.
السلام عليكم
لدي مشكلة في الشرك راح اتكلم عن قصتي
انا تربيت تربيه اسلامية لا ابحث خلف البنات كباقي الشباب
انا مواليد 1996
اصوم منذ 2005 تقريبا واصلي الجمعه فقط
الا انا في رمضان الذي مضى واعدت نفسي ان اصلي
وبدأت بالصلاة وابي يشجعني ويحفزني دائمآ
لاكن بعد رمضان قمت اقطع في الصلاة
الا قبل شهرين بدأت الصلاة باستمرار
واحافظ عليها الحمدلله
وبدأت اقرأ قرأن
وانا دائما اتطلع في الكتب الدينية
والحمدلله عندي اطلاع على الشعر والادب والدين والثقافة
وفي اخر 3 اسابيع زاد ايمااااني كثيرا
بديت استمتع لما تهب علي ريح الايماااان والكل يعرف ريح الايمان
واصبحت في اليوم اقرء جزئين من القرأن تقريبآ
واصبحت اشتااق الى الجنة كثـير
وخشعت في صلاة الجمعه الاخيرة ولو خشووع بسيط
وابوي يقولي ماشاء الله عليك اذا انت استمريت ان شاء الله بذنوب قليلة ماعندك كبائر تحصل باذن الله على فراسة المؤمن او تكون لك درجة عاليه عند الله
لاكن قبل يومين شاهدت فيديو باليوتيوب
شخص يسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم
وحاط فيديو علا اساس ان القرأن فيه اغلاط واختلافااات
ويقارن بين قران من مصر والاخر من اليمن
ويقوول انه فيه اخطاء وفرق في الحرووف والقراءة
طبعآ بالفيديو الي يتكلم رااهب مسيحي اعتقد
وصاحب الفيديو الي حاط الفيديو على اليوتيوب حاقد على المسلمين كثير
ويقوول اي اله تتكلم عنه ويسب النبي يقول انه من بني كلاااب وراجعو اصله وفصله
ويتكلم عن زواجه من عائشة رضي الله عنها وهي عمرها 9 سنواات
ويقوول هل هناك بشر يفعل هذاا
ويقول القرأن افتراه الله
لاكن بعد مشاهدتي لنصف الفيديو غضبت ودعيت على صاحب الفيديو ان الله ينزل فيه سخطه
لاكن بعدها بثوااني ما اشوف الا الشك يدخل قلبي
وضااقت الدنيا علي
اصبحت مشتت
اصبحت تائه
اصبحت ضاائع
مع استمراري على القران والصلاة
لاكن ايماااني اختفى
قلبي ماات
اصبحت اذكر الله قليل
لاكن بالصلاى ادعو الله ان يرجع لي ايماني
سؤال هل ان الله قلب قلبي
نعرف ان القلوب بيد الله
ماذا افعل يا اخوااااان ساعدوني ارجووكم
انا دايخ احس بحلم
الصراع بين الحق والباطل ماض إلى يوم القيامة، والتجرؤ على الله تعالى وتكذيب رسله ليس وليد اليوم بل ضارب في أعماق التاريخ، وقد قص الله علينا في كتابه تكذيب الأقوام السالفة لرسلهم وما حاق بهم تبعا لذلك، وهذا الزمان ليس استثناء فإننا نجد الهجوم على الإسلام يتخذ أشكالا شتى وأبرزها التشكيك في أصل هذا الدين القرآن الكريم.
القرآن الكريم نزل بقراءات متعددة وهذه القراءات تضفي مزيدا من بلاغة القرآن وأسلوبه الفريد المعجز، والإختلاف بين القراءات لم ينبع من اختلاف المسلمين بالقراءة كما يصور صاحب الفيديو الذي تكلمت عنه، بل لأن النبي صلى الله عليه وسلم تلقى القرآن من ربه بقراءات مختلفة؛ ففي سورة الفاتحة مثلا قوله تعالى{ مالك يوم الدين} جاءت في قراءة أخرى {ملك يوم الدين} والقراءتان توضحان أن الله تعالى هو مالك وملك يوم الدين؛ لأنه ربما يكون الملك غير مالك، والمالك غير ملك، فالفرق بين القراءتين جاء لغرض قرآني معين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الإعجاز اللغوي وليس على التناقض كما يشير المغرضون. وكل الإختلافات بين القراءات جاءت على هذا النحو.
أمّا كلامه عن أصل النبي وفصله، فهذا يُظهر جهله الشديد، وهو لم يعرف أن الأفضلية عند الله تعالى للأتقى، والله تعالى لا ينظر إلى الصور بل ينظر إلى الأعمال والنوايا، والناس لآدم وآدم من تراب، وإذا أردنا أن نتحدث عن أصول النبي صلى الله عليه وسلم فإن نسبه ينتهي بأبراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل، وأما كلاب بن مرة فهو الجد الخامس للنبي صلى الله عليه وسلم وابنه قصي بن مرة. وقد كانت العرب تسمي أبناءها بأسماء الحيوانات المفترسة لإخافة أعدائهم والوقوف عند مجرد الإسم يشير إلى سطحية الشخص وحبه للقدح بغير علم.
أما زواجه من عائشة رضي الله عنها فقد روي أنها كانت ابنة تسع سنين، لكن الروايات الأكثر تحقيقا والأكثر انسجاما مع التاريخ تدل أنها كانت ابنة تسع عشرة سنة، وهذه الروايات منسجمة تماما مع قوله تعالى { وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} (النساء، 6) فقد اشترطت الآية البلوغ والرشد لجواز النكاح، فالبلوغ وحده لا يكفي لصحة عقد النكاح إذ لا بد من الرشد سبيلا إليه.
ننصحك بالمزيد من العلم وقراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن ففيه الخير والنفع وفيه يتحصن إيمان المسلم، بإذن الله تعالى، ومن يتبع الهدى من كتابه يستحق هداية الله وتثبيت قلبه على الإيمان قال تعالى {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} (محمد، 17) كما ننصحك بمرافقة العلماء والجلوس إلى الأتقياء، فإن في ذلك تقوية للعزيمة وزيادة في الإيمان.
السلام عليكم من المقصود في قوله تعالى( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجهاليسكن اليها فلما تغشاها حملت حملت خفيفا فمرت به فلما اثقلت دعوا الله ربهما لءن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون.)
هل هو آدم عليه السلام لان الاشكال عندي في قوله تعالى جعلا له شركاء فيما اتاهما ومن المقصود في هذه الآية هل ذرية آدم
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله
يروى عن ابن عباس أن المقصود آدم وحواء قد سمعا قول إبليس بتسمية ولد لهما بحرث وهو اسم إبليس السابق في الجنة.
يقول الرازي في تفسيره لهذه الآية: المروي عن ابن عباس هو الذي خلقكم من نفس واحدة وهي نفس آدم وخلق منها زوجها أي حواء خلقها الله من ضلع آدم عليه السلام من غير أذى فلما تغشاها آدم حملت حملا خفيفا … فلما أثقلت أي ثقل الولد في بطنها أتاها إبليس في صورة رجل وقال: ما هذا يا حواء/ إني أخاف أن يكون كلبا أو بهيمة وما يدريك من أين يخرج؟ أمن دبرك فيقتلك أو ينشق بطنك؟ فخافت حواء، وذكرت ذلك لآدم عليه السلام، فلم يزالا في هم من ذلك، ثم أتاها وقال: إن سألت الله أن يجعله صالحا سويا مثلك ويسهل خروجه من بطنك تسميه عبد الحرث، وكان اسم إبليس في الملائكة الحرث فذلك قوله: فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما أي لما آتاهما الله ولدا سويا صالحا جعلا له شريكا أي جعل آدم وحواء له شريكا، والمراد به الحرث هذا تمام القصة.
واعلم أن هذا التأويل فاسد ويدل عليه وجوه: الأول: أنه تعالى قال: فتعالى الله عما يشركون وذلك يدل على أن الذين أتوا بهذا الشرك جماعة. الثاني: أنه تعالى قال بعده: أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون [الأعراف: 191] وهذا يدل على أن المقصود من هذه الآية الرد على من جعل الأصنام شركاء لله تعالى، وما جرى لإبليس اللعين في هذه الآية ذكر. الثالث: لو كان المراد إبليس لقال: أيشركون من لا يخلق شيئا، ولم يقل ما لا يخلق شيئا، لأن العاقل إنما يذكر بصيغة «من» لا بصيغة «ما» الرابع: أن آدم عليه السلام كان أشد الناس معرفة بإبليس، وكان عالما بجميع الأسماء كما قال تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها فكان لا بد وأن يكون قد علم أن اسم إبليس هو الحرث فمع العداوة الشديدة التي بينه وبين آدم ومع علمه بأن اسمه هو الحرث كيف سمى ولد نفسه بعبد الحرث؟ وكيف ضاقت عليه الأسماء حتى إنه لم يجد سوى هذا الاسم؟
الخامس: أن الواحد منا لو حصل له ولد يرجو منه الخير والصلاح، فجاءه إنسان ودعاه إلى أن يسميه بمثل هذه الأسماء لزجره وأنكر عليه أشد الإنكار. فآدم عليه السلام مع نبوته وعلمه الكثير الذي حصل من قوله: وعلم آدم الأسماء كلها [البقرة: 31] وتجاربه الكثيرة التي حصلت له بسبب الزلة التي وقع فيها لأجل وسوسة إبليس، كيف لم يتنبه لهذا القدر وكيف لم يعرف أن ذلك من الأفعال المنكرة التي يجب على العاقل الاحتراز منها السادس: أن بتقدير أن آدم عليه السلام، سماه بعبد الحرث، فلا يخلو إما أن يقال إنه جعل هذا اللفظ اسم علم له، أو جعله صفة له، بمعنى أنه أخبر بهذا اللفظ أنه عبد الحرث ومخلوق من قبله. فإن كان الأول لم يكن هذا شركا بالله لأن أسماء الأعلام والألقاب لا تفيد في المسميات فائدة، فلم يلزم من التسمية بهذا اللفظ حصول الإشراك، وإن كان الثاني كان هذا قولا بأن آدم عليه السلام اعتقد أن لله شريكا في الخلق والإيجاد والتكوين وذلك يوجب الجزم بتكفير آدم، وذلك لا يقوله عاقل. فثبت بهذه الوجوه أن هذا القول فاسد ويجب على العاقل المسلم أن لا يلتفت إليه.
إذا عرفت هذا فنقول: في تأويل الآية وجوه صحيحة سليمة خالية عن هذه المفاسد