السؤال: هل المسجد الأقصى أسسه الأمويون؟ وإن كان كذلك فكيف أسرى الله تعالى بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم إليه؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثبت في الصحيحين عن أبى ذر قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول ؟ قال: المسجد الحرام ، قلت ثم أي ؟ قال: المسجد الأقصى ، قلت كم بينهما ؟ قال: أربعون سنة)[1] يقول ابن كثير إن المسجد الأقصى أسسه إسرائيل وهو يعقوب عليه السلام[2]. ويؤكد ذلك صاحب زاد المعاد رادا بذلك على من قال إن سليمان بن داوود هو من بنى المسجد الأقصى فقال: وَقَدْ أَشْكَلَ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى مَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْمُرَادَ بِهِ فَقَالَ مَعْلُومٌ أَنّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ هُوَ الّذِي بَنَى الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ إبْرَاهِيمَ أَكْثَرُ مِنْ أَلْفِ عَامٍ وَهَذَا مِنْ جَهْلِ هَذَا الْقَائِلِ فَإِنّ سُلَيْمَانَ إنّمَا كَانَ لَهُ مِنْ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى تَجْدِيدُهُ لَا تَأْسِيسُهُ وَاَلّذِي أَسّسَهُ هُوَ يَعْقُوبُ بْنُ إسْحَاقَ صَلّى اللّه عَلَيْهِمَا وَآلِهِمَا وَسَلّمَ بَعْدَ بِنَاءِ إبْرَاهِيمَ الْكَعْبَةَ بِهَذَا الْمِقدَار[3]. أي أربعين سنة. وهذه الرواية تتفق مع الحديث الشريف حيث يستقيم أن يكون بين إبراهيم وإسحاق أربعون سنة، أما بين إبراهيم وسليمان عليهما السلام فالمدة الزمنية تقدر بألف سنة تقريبا، لذلك نرجح الرواية القائلة بأن اسحاق النبي هو من أسس للمسجد الأقصى المبارك وهو ينسجم تماما مع مهمة النبي إبراهيم وأبنائه حيث بنى إبراهيم وإسماعيل البيت الحرام بمكة بينما تولى إسحاق بناء المسجد الأقصى في البلاد التي كان يقيم فيها. أما داوود عليه السلام فبدأ بإعادة بناء المسجد وتابعه بذلك ابنه سليمان عليه السلام.
وفي العهد الإسلامي كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من أسس للمسجد وتابعه بعد ذلك عبد الملك بن مروان[4].
وللمزيد حول الموضوع تفضل بالضغط على الرابط
أضف تعليقا