السؤال: أريد معرفة رقم الآية واسم السورة التي ورد فيها ذكر المسيح الذي سيأتي ويدين الناس.
الإجابة: لا يوجد في القرآن الكريم آية تذكر ذلك، وإنما أوّل البعض الآيات التالية بما لا ينسجم مع أصول التفسير محاولين إثبات مجيء المسيح عليه السلام ليدين الناس.
الآية الأولى: قال الله تعالى{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159]
يحتج البعض بهذه الآية على نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان، حيث سيؤمن به أهل الكتاب، كما يحتج بها بعض المستشرقين على مجيء المسيح والدَّينونة. والحقُّ أنَّه لا يوجد في الآية ما يشير إلى نزول المسيح أو دينونته للنَّاس، وكلُّ ما فيها أنَّ كلَّ شخص من أهل الكتاب إلا ليؤمننَّ بالمسيح قبل موته عند المعاينة والاحتضار، فيؤمن بما أنزل الله من الحق وبالمسيح عيسى بن مريم أنه عبد الله ورسوله[1].
الآية الثانية: قال الله تعالى{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [الزخرف: 61]
وقد احتج البعض على نزول المسيح بهذه الآية، والحقُّ أنها لا تدل على ذلك، لأنَّ الدَّينونة في نظر النَّصارى هي القيامة، والحديث هنا عن علامة اقتراب القيامة، والضَّمير في {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} إما أن يعود على القرآن الكريم لإخباره عن البعث والجزاء، فمن قرأه صار عنده علمٌ عن السَّاعة وأحوالها، وإمَّا أن يعود الضمير على المسيح، فيكون في الآية إشارة إلى آيات المسيح المتمثِّلة في ولادته من غير أب وكلامه في المهد وإحيائه الموتى، فكلُّ ذلك يعطي العلم عن البعث والحياة بعد الموت حيث الحساب.
للمزيد حول الموضوع ننصح بقراءة مقالة أنس عالم أغلو (عقيدة نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان) على هذا الرابط https://www.hablullah.com/?p=1288
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر تفسير الماوردي للآية وقد عزى هذا قول للحسن , ومجاهد , والضحاك , وابن سيرين , وجويبر
السلام عليكم ورحمة الله
في اي جزء وفي اي صفحة اجد تفسير الماوردي للآيات الواردة في مقالكم
وعليكم السلام ورحمة الله
تفسير الماوردي = النكت والعيون
المؤلف: أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى: 450هـ)
المحقق: السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم ، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت / لبنان. 1/544