فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ
لصلاة الجماعة فضل عظيم، نلخص أبرز فضائلها بالنقاط التالية:
1_ صلاة الجماعة تفوق صلاة الفرد بأضعاف مضاعفة – عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (تَفْضُلُ صَلَاةُ الْجَمِيعِ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ) ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} وعن ابْنِ عُمَرَ قَالَ تَفْضُلُهَا بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً)[1]
2- الصلاة في الجماعة ترفع الدرجات في الجنة وتحط الخطايا. فعن أبي هُرَيْرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلْ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ)[2] وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: (من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة)[3]
وحتى لا يتلكأ المرء عن الذهاب إلى بيوت الله لئلا يتعب نفسه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بأن جهده لا يذهب سدى بل هو في ميزان حسناته. بقوله: (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح)[4]
3- انتظار الصلاة مع الجماعة أجرها كأجر الصلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة)[5]
وفي حديث آخر ( أَعْظَمُ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلَاةِ أَبْعَدُهُمْ فَأَبْعَدُهُمْ مَمْشًى وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْإِمَامِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الَّذِي يُصَلِّي ثُمَّ يَنَامُ)[6]
4- الملائكة تصلي على المؤمنين والمنتظرين الصلاة ما داموا في مجلسهم ومصلاهم وتدعوا لهم بالرحمة والغفران، فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث وأحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه)
5- صلاة العشاء والفجر مع الجماعة كقيام الليل كله، فعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ نِصْفِ لَيْلَةٍ وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ)[7]
وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة قال دخل عثمان بن عفان المسجد بعد صلاة المغرب فقعد وحده فقعدت إليه، فقال يا ابن أخي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)[8] والسعي إلى صلاة الجماعة في العتمة له فضيلة خاصة فقد روى بريدة الأسلمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)[9]
6- صلاة الجماعة من سنن الهدى، عن عبد الله[10] قال من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف)[11]
7_ اختصاص صلاتي العشاء والفجر بالثناء. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا)[12] وفي حديث آخر (من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم)[13]
[1] متفق عليه واللفظ للبخاري (صحيح البخاري، رقم الحدبث 612 ، 3 /38) (صحيح مسلم، 3/376)
[2] صحيح البخاري، رقم الحدبث 611، 3/36
[3] صحيح مسلم، رقم الحدبث 1070، 3/418
[4] صحيح مسلم، رقم الحدبث 1073، 3/421
[5] صحيح مسلم، رقم الحدبث 1062، 3/408
[6] صحيح البخاري، رقم الحدبث 614، 3/40
[7] سنن ابي داود،468 2/160
[8] صحيح مسلم،1049، 3/392
[9] رواه الترمذي، باب ما جاء في صلاة العشاء، 223 قال الترمذي هذا حديث غريب كما رواه ابو داوود وغيره وصححه الألباني
[10] هو عبد الله بن مسعود حسب ما ذكر ابن الاعرابي والبيهقي
[11] صحيح مسلم، رقم الحدبث 1046، 3/387) وأخرجه ابن أبي شيبة 1/2921، والبخاري في "صحيحه " رقم الحدبث (6265) ، وفي "تاريخه " 5/98، والنسائي في "المجتبى" 2/241، وأبو يعلى رقم الحدبث (5347) ، وأبو عوانة 2/228-229، والبيهقي في "السنن " 2/138
[12] صحيح البخاري، رقم الحدبث 615، 3/42
[13] صحيح مسلم، رقم الحدبث 1050، 3/393
أضف تعليقا