عالمية القرآن الكريم
رسالة القرآن الكريم هي للبشرية كافة، أمّا كون القرآن عربيا فذلك متعلق بنزوله على النبي محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وهو عربي النشأة اللسان. قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (سبأ 34/28)
وإذا كانت رسالته صلى الله عليه وسلم للناس كافة فلا بد من تبليغها لهم جميعا على اختلاف ألسنتهم، وهنا تبرز أهمية وظيفة التبليغ، لذلك على من يتصدرون هذه المهمة الجليلة أن يتعلموا القرآن جيدا ويبلغوه بألسنة أقوامهم. يقول النبي صلي الله عليه و سلم: (بلغوا عني و لو آية.)[1]
ولسموّ هذه الوظيفة ولكي تستمر الدعوة إلى شرع الله في كل آن فقد كلّفَ الأنبياءُ _عليهم السلام_ أقوامَهم والمؤمنين بهم بوظيفة التبليغ. والقرآن الكريم يبيّنُ العاقبة السيئة لمن أهمل هذه الوظيفة في الآيات التالية {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة-2/159-160 ){إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (البقرة-174)
ينبغي أن يُتَرجم القرآنُ الكريم لكل اللغات بشكل صحيح، وأن ينهض لتبليغه من انفتحت قرائحهم لفهم الكتاب العزيز وامتلأت قلوبهم بنور الإيمان به، يبلغونه لأقوامهم بلغاتهم. وهؤلاء الأشخاس القائمون لهذه المهمة الجليلة يلزمهم أن يدركوا بأنَهم يمثلون محمدا صلى الله عليه وسلم وعليهم أن يتأسوا بسيرته وسلوكه. حينئذ يتعين على هذه المجتمعات الإيمان بخاتم الأنبياء والعمل بالكتاب الذي جاء به. قال الله تعالى{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ. فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(آل عمران-3/81/82).
أضف تعليقا