السؤال: لقد كنت دائما أسأل نفسي عن صيام الحائض في رمضان . ولقد قرأت في موقعكم ما قارب المنطق عن هذا الأمر ولكن كيف توفقون بين ما تقولون وبين الحديث التالي: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى ، أو فطر ، إلى المصلى ، فمر على النساء ، فقال : يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار. فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن . قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل . قلن : بلى ، قال: فذلك من نقصان عقلها ، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم . قلن : بلى ، قال : فذلك من نقصان دينها". (صحيح البخاري) فقول الرسول (أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ) كأن فيه جزما بأن كل من حاضت لم تصم, ولو كان الأمر رخصة لما جزم هكذا، فمن الوارد أن يكون هناك العديد من النسوة اللواتي حضن ولم يفطرن , والله أعلم. أرجو منكم الإفادة جزاكم الله خيرا.
الجواب:
هذا الحديث صحيح من حيث السند. ولكن فيه إشكال من حيث المعنى…
الأول: الخطاب بـ “ناقصات العقل والدين”. لا يتوافق مع لطف النبي صلى الله عليه وسلم في الخطاب، الذي وصفه ربه تعالى بقوله:
«فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ» (سورة آل عمران، 3 / 159).
الثاني: عبارة ” مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ” يفهم منها أن هناك مخلوقات ناقصات عقل ودين من غير النساء أيضا، ولكنا لا نعرف وجود تلك المخلوقات، وعلى هذا فلا يمكن أن يكون هذا الكلام قد صدر من النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذا الحديث مليء بالإشكالات الفقهية والمنطقية، لذا يستحيل قبول نسبته لنبينا الكريم.
*ولمعرفة المزيد حول إشكالات هذه الرواية ننصح بقراءة مقالة أ.د عبد العزيز بايندر (المرأة بين القرآن وبين المفاهيم التي تجعلها أقل مرتبة من الرجل) على الرابط التالي https://www.hablullah.com/?p=2097
جزاكم الله خيرا
وهذا تأكيد لما تفضلتم به :
في صحيح مسلم عن أم المؤمنون عائشة رضي الله عنها قالت
وليس في هذا الحديث ما ينفي وجوب الصيام أو وجوب الإفطار في نهار رمضان للحائض
وأسأل الله العلي القدير أن يجعله في ميزان حسناتكم و بارك الله فيكم و نفع بكم أمة الإسلام
فعلا: ما علاقة الطهارة بالصوم؟ سؤال منقطي جدا. ولو كان في علاقة لما صح للصائم ان يذهب الخلاء أجلكم الله تعالى.
قد دلت السنة دلالة صريحة على منع الحائض من الصوم والصلاة كما في قوله صلى الله عليه وسلم عن نقصان دين المرأة: أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم، قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها.. متفق عليه.. وأما استدلال هؤلاء المشار إليهم بحديث عائشة رضي الله عنها: .. نؤمر بقضاء الصوم.. وأن المعنى بأداء الصوم حال الحيض كما في قوله (قضيتم الصلاة) أديتم الصلاة؟! فهذا استدلال ليس له أي حظ من النظر، لأن معنى قولها نؤمر بقضاء الصوم أي يفعل الصوم بعد الطهر، وليس معناه نؤمر بأداء الصوم حال الحيض! ويبين هذا المعنى رواية النسائي والترمذي وابن ماجه للحديث: … كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نطهر فيأمرنا بقضاء الصوم.. كما تبينه النصوص الأخرى وإجماع المسلمين فالقضاء بعد الطهر وليس حال الحيض.
والله أعلم.
شكرا للاخت أسماء على التعليق
ولكن أود أن الفت الانتباه لما يلي
1_ الصيام هو الصوم. والصوم هو الإمساك أي بمعنى إمساك النفس ومنعها. والصائم يمنع نفسه من الأكل والشرب والجماع. ودم الحيض لا يمكن منعه. فلذا لا يجوز عده مما يفسد الصوم.
2_ الحائض لو شاءت صامت ولو شاءت أفطرت وعليها عدة من أيام أخر كما يفعل المريض. ولو كان الحيض مانعا للصوم لما وجب عليها قضاء ما فات من أيام أخر. كالصلوات التي لا تقضيها بعد انتهاء أيام الحيض.
3_ الفقهاء يحرمون على الحائض الصوم، ويقولون إن الحائض إذا صامت أثمت، ويأمرونها بالقضاء. كيف يقولون بوجوب قضاء عبادة قد حُرِّمَ أداؤُها؟!. وما هو الدليل على ذلك؟. وقد بين الله تعالى أحكام الصوم مفصلا بخلاف غيره من العبادات. وقال: «تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ» (البقرة، 2/187).
وقد فصل الله تعالى في القرآن الكريم حدود الصوم، ولم يكن هناك أي شيء يمنع الصوم. ولم يأت من النبي صلى الله عليه وسلم ما يمنع الصوم؛ غير الأكل والشرب والجماع. إذا كان الأمر كذلك فمنع الحائض من الصوم هو الإقتراب والتعدي على الحدود التي حددها الله تعالى. ولا مبرر لأي شخص ليتعدى حدود الله.
السلام عليكم أخي الكريم..
قرأت على موقعكم قبل دقائق أن الحائض يجب أن تصلي، ولكنكم هنا تقولون أن صلاة الحائض حرام!! أرجو التوضيح؟!
وعليكم السلام ورحمة الله
تلك فتوى قديمة احتوت رأيا سابقا، وقد تم تضمين الرأي الجديد في الفتوى المعدلة
حديث ناقصات عقل ودين غير صحيح، لان الله يحاسب بما امر، فَلَو انا صليت في ايام الحيض لكان نقص في الدين، امرت بترك الصلاه، فتركتها طاعه وليس تقصيرا، فكيف يقول عنها الرسول عليه السلام بالنقص، وهو سيد الأخلاق ، الله على كل من الَّف حديثا وضيَّع الناس