ويقول تعالى مخاطبا رسله {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً} ، فالعمل الصالح في الآية هو الشكر على الأكل من الطيبات[2]. كما أن بينهما فرقٌ يظْهر بالنقيض؛ فنقيضُ الشُّكْر الكفرُ ونقيضُ الْحَمد الذَّمُّ[3].
الفرق بين الحمد والشكر
قد يظن البعض أنّ الحمد والشكر لفظان مترادفان لمعنى واحد، والصحيح أن لكل منهما مدلولا خاصا به، وأنّ بينهما أكثر من فرق، فالحمد لفظ ينتهي مدلوله عند مرحلتين، الإعتقاد بالقلب والإقرار بالقول، والشكر يشترك معه فيهما ويزيد الإلزام بالعمل، فمن الحمد قال الله سبحانه: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدا} {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}، وعن الشكر قال: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ} ، فقد سأل سليمان عليه السلام ربه أن يعينه على شكره بالعمل الصالح الذي يرضاه.
وقال تعالى لرسولنا عليه الصلاة والسلام: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} ، أي كن من الشاكرين بأن تعبد، وليس فقط بأن تقول، وقد التزم النبي صلى الله عليه وسلم أمر الله إياه، فكان يقوم من الليل حتى تورمت قدماه، وقد جاهد في الله حق الجهاد، وكان عزاؤه أبدا (أفلا أكون عبدا شكورا؟)[1].
أتمنى لكم النجاح والسداد و أعز الله الأسلام و المسلمين بكم