وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَتْ الْأَنْصَارُ بِالْأَجْرِ كُلِّهِ قَالَ (لَا مَا دَعَوْتُمْ اللَّهَ لَهُمْ وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ)[3] .
الشكرُ للناس
الشكر للناس من صفات المؤمنين، فالرغبة في مقابلة الجميل بالشكر والعرفان هو مما يظهر من أثر الإيمان في شخص المسلم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ)[1]، وأولى الناس بالشكر لهم الوالدين لما لهما من فضل على الولد، وقد قرن الله تعالى وجوب شكرهما بوجوب شكره سبحانه في قوله تعالى {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (لقمان 14). كما أن شكر الله تعالى لا يكون بمجرد الكلام فإن شكر الوالدين كذلك، فلا بد من التزامهما وخاصة عند الشيخوخة والحاجة قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (الإسراء،23،24)
والشكر للناس لا يقتصر على الوالدين بل يجب لكل من بذل لك معروفا، فعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من أُعطي عطاء فوجد فليجز به، ومن لم يجد فليُثنِ، فإن من أثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر..)[2]. يقول الترمذي: معنى قوله ومن كتم فقد كفر: أي قد كفر تلك النعمة.
أضف تعليقا