السائل: يوسف الجراح _ المانيا
السؤال: هنا في اوروبا كثيرا ما يقلد المسلمون الأجانبَ في تربيه الكلاب في البيت. وقد نصحت عددا منهم بالكف عن هذا لأن هناك أحاديث صحيحه. ولكنّ هؤلاء الأشخاص يقولون لي لماذا هذه الحساسية الكثيرة في هذا الموضوع؟، أصحاب الكهف كان لديهم كلب معهم. ماذا تقول في ذلك يا شيخنا الجليل وشكرا.
الجواب: يجوز اقتناء الكلاب في البيوت لحاجة نافعة ككلاب الصيد والحراسة وكذا الكلاب التي تستعمل في الكشف عن المخدارت ونحوها فيصح اقتناؤها.
ورد في القرآن الكريم ما يدل على ذلك:
أولاً: قول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (المائدة، 4) هذه الآية دلت على جواز اقتناء الكلب لأجل الصيد، إذ ان الكلب لا يصيد لصاحبه إلا بالتعليم الذي يقتضي الإقتناء.
ثانياً: قول الله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} (الكهف، 18) وهذه الآية تدل على جواز اقتناء الكلب للحراسة، سواء لحراسة الإنسان أو المال، ولا يحتاج الناس وأموالهم حراسة الكلب دائما، وإنما في أحوال خاصة كحال أصحاب الكهف، ومن كان بيته بعيدا عن العمران. ويقصد بالمال كل ما يتمول كالزرع والماشية والعقار وما إلى ذلك.
وقد ورد في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم (من اقتنى كلباً إلا كلب صيد أو كلب ماشية نقص من عمله كل يوم قيراطان)[1]
وفي رواية أخرى أنه عليه الصلاة والسلام قال: (من اتخذ كلباً إلا كلب زرع أو غنم أو صيد ينقص من أجره كل يوم قيراط)[2]
وفي حديث آخر عن السائب بن يزيد أنه سمع سفيان بن أبي زهير وهو رجل من أزد شنؤة – وكان من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (من اقتنى كلباً لا يغني عنه زرعاً ولا ضرعاً نقص كل يوم من عمله قيراط. قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟ قال: إي ورب هذا المسجد)[3]
وإذا نظرنا في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم نجدها تقرر ما جاء في كتاب الله إذ أنها الحكمة المستقاة من الكتاب. ومن ينظر في الأحاديث السابقة يدرك أنه لا يجوز اقتناء الكلاب إلا لغرض من صيد أو حراسة أو نحوها. يقول الحافظ ابن عبد البر: (وفي معنى هذا الحديث تدخل عندي إباحة اقتناء الكلاب للمنافع كلها ودفع المضار إذا احتاج الإنسان إلى ذلك إلا أنه مكروه اقتناؤها في غير الوجوه المذكورة في هذه الآثار لنقصان أجر مقتنيها والله أعلم)[4].
ورب قائل يقول لِمَ يصح اقتناؤها فيما ذكر ولا يصح في غير ذلك وكله اقتناء. قلت إن اقتناءها فيما نصّ عليه الشرع يندرج تحت الحاجة إليه في مثل تلك الأحوال، ولأنّ اقتناءه للصيد وللماشية والزرع يكون بعيدا عن جمهرة الناس ، وكلنا يعرف ما تسببه الكلاب من مضايقة وإزعاج في أماكن العمران والأسواق والحدائق والمتنزهات، وفي الأبنية المكتظة حيث تروع الناس وتزعجهم بنباحها وحركاتها، ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن اقتناء الكلب في غير منفعة ينقص من أجر صاحبه كل يوم قيراط وذلك لما يسببه من أذى.
يقول أد. حسام الدين عفانة: ينبغي التحذير من اقتناء الكلاب لغير حاجة والإعتناء بها عناية كبيرة قد تصل إلى أكثر من العناية بالإنسان كما هو الحال في بعض المجتمعات التي تهتم بالكلاب أكثر من اهتمامها بالإنسان ففي الوقت الذي يموت فيه الناس جوعاً ومرضاً في مناطق كثيرة من العالم نرى أن هؤلاء ينفقون الملايين على الكلاب[5].
أتمنى لكم النجاح والسداد و أعز الله الأسلام و المسلمين بكم
جميل رجوعكم للقرآن.. لكن ما أدراكم أن كلب أهل الكهف هو الحراسه أصلا؟؟؟؟
هل هناك خبر انهم كانوا يربونه للحراسه من قبل أو لأجل هروبهم الذي اتوقع انه لم يتم له التخطيط كثيرا؟؟؟؟
ثم ما ريكم في قول الإمام مالك في تربيه الكلاب والخنازير وهو يخالف الأحاديث التي ذكرتموها؟؟؟