الزنجبيل
قال الله تعالى {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا} (الانسان، 17)
الزنجبيل: مما ينبت في بلاد العرب بأرض عمان، وهو عروق تسري في الأرض، ونباته شبيه بنبات الراسن وليس منه شيء بريا، وليس بشجر، يؤكل رطبا كما يؤكل البقل، ويستعمل يابسا، وأجوده ما يؤتى به من الزنج وبلاد الصين، والعرب تصف الزنجبيل بالطيب وهو مستطاب عندهم جدا[1].
عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه قال : « أهدى ملك الهند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة فيها زنجبيل فأطعم أصحابه قطعة قطعة وأطعمني منها قطعة »[2]
يقول أ.د راتب النابلسي: إن طبيبًا قد قرأ كل ما كتب عن الزنجبيل في كتب الطب القديمة، وقرأ سبعة بحوث علمية صدرت عن مراكز علمية رصينة، وقد أشار في مقالته إلى أسماء البحوث التي صدرت حول هذه المادة فكان الشيء الذي يلفت النظر: إن الزنجبيل كما ورد في الكتب القديمة مسخن للجسم، معين على الهضم، ملين للبطن، مطهر ومقوٍّ، ينفع الزنجبيل في التهاب الحَنجرة ويعالج الرشح، ومسكِّن قوي لالتهاب المفاصل، ومسكن قوي للمغص المعوي، ومضاد للغثيان، خلاصته المائية دواء جيد لأمراض العين، ورد هذا في الكتب القديمة، لكن الشيء الذي لا يصدق ماذا ورد عنه في الكتب الحديثة. إن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الزنجبيل منعش للقلب والتنفس، مقوٍّ لتقلص عضلة القلب، مماثل تماماً للديكوكسين[3].
والزنجبيل موسع للأوعية والشرايين، يمنع تجمع الصفيحات الدموية، إذاً هو مميع للدم، يفيد في أمراض الجلطات الدماغية والقلبية، وخثرات الأطراف، يخفض من ارتفاع الضغط الدموي، وهو خافض للكولسترول، كأن أدوية القلب كلها جمعت في الزنجبيل، هذا النبات من نبتات التوابل، لماذا ورد ذكره في القرآن الكريم؟ لا شك أن له علاقة بالإنسان[4].
[1] لسان العرب، فصل الزاي المعجمة، مادة زنجبيل.
[2] المستدرك على الصحيحين للحاكم، رقم الحديث، 7297 قال الحاكم رحمه الله تعالى : « لم أخرج من أول هذا الكتاب إلى هنا لعلي بن زيد بن جدعان القرشي رحمه الله تعالى حرفا واحدا ولم أحفظ في أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم الزنجبيل سواه فخرجته
[3] الاسم العلمي لدواء تقوية القلب
[4] موسوعة النابلسي، ندوة علمية http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=6289&id=182&sid=186&ssid=187&sssid=188
أضف تعليقا