ذُكر الرمان في القرآن الكريم ثلاث مرات: في الآية التالية يأمرنا الله تعالى بالنظر إليه، ولا يفهم من النظر مجرد النظر للاستمتاع بمنظره، بل للتفكر بمدى الاتقان في صنعة الخالق، كما يُفهم منه الإرشاد إلى البحث والتحري عنه وعن فوائده.
قال تعالى {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (الأنعام، 99)
وفي الآية التالية يأمرنا الله تعالى بالأكل من الرمان وما ذكر معه بقوله {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأنعام،141)
في الآيتين 99 و 141 من سورة الأنعام ذكر الزيتون، والرمان معطوفا عليه. كما ذكر الحب والنخل متعاطفين كذلك. ربما تكون هناك علاقة بين هذه الأصناف بحيث يكمن بالجمع بينها فوائد معينة سواء كانت غذائية أو علاجية.
وفي الآية التالية يذكر الرمان على أنه من ثمار الجنة {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (الرحمن، 68)
فوائد الرمان
تشير الدراسات أن الرمان غني في عناصره الغذائية وخاصة بالفيتامينات وله خواص وقائية وعلاجية عظيمة؛ فهو مسكن للآلام ومخفض للحرارة ويفيد في حالات العطش الشديد أثناء الطقس الحار .
شراب الرّمّان غني بمجموعة كبيرة من المواد القوية المضادة للأكسدة كالمركبات الفينولية والتانين وآنثوسيانينن التي تعيق عمليات تأكسد البروتينات الشحمية قليلة الكثافة الحاملة للكوليسترول السيىء والمسببة لتصلب الشرايين.
وقد أفادت بحوث طبية أجريت مؤخرا أن عصير الرمان مفيد وصحي لقلب الإنسان. وكشفت البحوث أن تناول كوب من عصير الرمان يوميا يمكن أن يعيق أو حتى يمنع عوامل تؤدي إلى نوبات قلبية.
ويرى باحثون أن عصير الرمان ربما يفيد في علاج بعض الأورام السرطانية، وهذا ما زال قيد البحث والتجارب[3].
أكّدت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة أدنبرة أن فاكهة الرمان تمتلك القدرة على تقليص الشحم المخزن حول المعدة.
ويساعد الرمان على التخلص من الشحوم والسمنة ويقلل إحتمالية نمو خلايا شحمية حول البطون، ويساعد على تخفيض الحمض الشحمي في الدم والمعروف باسم “نيفا”، ويخفض ضغط الدم منخفض مما يمنع الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية وأمراض الكلية.
وأشار الباحثون إلى وجود فوائد أخرى للرمان منها علاج حالات الحمى الشديدة والصداع وضعف البصر، حيث يستخدم عصير الرمان بمعدل كوبين يوميًا، كما إنه يعالج متاعب الأنف وينشط الأعصاب وحالات الإرهاق ويقاوم العسر.
الرمان إكسير الشباب
تحت هذا العنوان جاء تقرير في موقع الجزيرة نت:
يلعب الرمان دوراً مهماً في الحفاظ على الصحة, فبالإضافة إلى قدرته على الوقاية من الإصابة بأمراض القلب والتخفيف من الإجهاد النفسي وتحسين الحياة الجنسية، اكتشف باحثون فائدة جديدة له دفعتهم لإطلاق صفة “إكسير” الشباب الطبيعي عليه.
وأفادت صحيفة دايلي مايل البريطانية أن دراسة كلفت أكثر من ثلاثة ملايين دولار أظهرت أن جرعة يومية من الرمان يمكن أن تبطئ عملية شيخوخة الحمض النووي.
وأوضحت أن خلاصة عصير الرمان، التي تتضمن بعضاً من القشرة والحبوب والبذور، أعطيت لستين متطوعاً يومياً طوال شهر على شكل كبسولات, وراقب الباحثون النشاط الكيميائي في أجسام المتطوعين مقارنة بآخرين تناولوا كبسولات لا تحتوي على هذه الخلاصة.
واكتشف الباحثون تراجعاً ملحوظاً في مؤشر مرتبط بتضرر الخلايا يمكن أن يتسبب في إحداث خلل في عمل الدماغ والعضلات والكبد والكلى، بالإضافة إلى تأثيرات الشيخوخة على البشرة.
وقال الباحثون من مخبر خاص في إسبانيا إن هذا التراجع ناجم عن بطء أكسدة الحمض النووي في الخلايا، وهو أمر يحصل عادة بشكل طبيعي مع مرور الوقت.
يشار إلى أن الرمان معروف بفوائده منذ قرون وتبين أنه يحتوي على فيتامينات “أ” و”ج” و”د” بالإضافة إلى الحديد ومضادات الأكسدة.
وكانت دراسة حديثة أجريت باليمن أظهرت أن الرمان يفيد في معالجة الكثير من الأمراض كالبكتريا التي تسبب الإسهال كما يقوي القلب ويدر البول ويذيب حصوات الكلى ويلطف الحرارة المرتفعة لجسم الإنسان ويشفي من عسر الهضم.