وقد يخلط كثير من الناس بين مفهوم الإنتماء للقوم ومحبتهم من ناحية والتعصب لهم من ناحية أخرى- فقد سئل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ قَالَ لَا وَلَكِنْ مِنْ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ الرَّجُلُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ)[2]
الإعانه على الظلم من العصبية والجاهلية
الظلمة يستقوون بعصبتهم ومن يؤازرونهم أو يداهنونهم، وقد نهانا الله تعالى عن مناصرة الظالمين أو الركون إليهم بقوله تعالى {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} (هود، 113) وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم مَا الْعَصَبِيَّةُ (قَالَ أَنْ تُعِينَ قَوْمَكَ عَلَى الظُّلْمِ)[1]
الظلم ظلمات يوم القيامة، والظالم لشدة جهله يظن أنه في معزل عن العقوبة وهو يفهم سنن الله تعالى خطأ فيظن الإملاء له نعمة عليه فيتمادى في غيه، وقد نسي قول الله تعالى {وأملي لهم ان كيدي متين} كما نسي قوله صلى الله عليه وسلم: ان الله الله تعالى ليملي لظالم حتى اذا اخذه لم يفتله. وأقول لكل الظالمين انظروا سيرة من كان قبلكم فرعون وهامان قارون والنمرود وكثير ممن حق عليهم العذاب بسبب ظلمهم وما هي من الظالمين ببعيد