وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ. إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ)[1].
التوبة من الظلم
باب التوبة لا يوصد دون أحد، ورحمة الله تعالى وسعت كل شيء وربنا سبحانه ينادي على من أسرف بالمعصية ليتوب من قريب بقوله {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر،53) وتكون التوبة بالإستغفار والندم الشديد على ما فات، وعدم الإصرار على الذنب، وعدم العودة إليه مرة أخرى، وأداء الحقوق إلى أصحابها قبل الموت. قال تعالى {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} (النساء،110) وقال أيضا {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التوبة، 39) {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران، 135).
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته \افتوني في من ظلم مسلما وتاب وبعد سنين علم المظلوم بالامر ولم يقبل التوبة ولم يسامح
إذا قصر المسلم في حق الله تعالى ثم تاب فإن الله يقبل التوبة من عباده، وأما ان كان ذنبه بحق العباد بأن ظلمهم واعتدى عليهم فلا يغفر له حتى يرد الحق لصاحبه أو ان يعفو عنه، لذلك على من ظلم واعتدى ان يجتهد في رد ظلمه واستسماح المظلوم.
السلام عليكم اخ جمال بارك الله فيك ولك ماذا يفعل من لا يستطيع رد المظلمة وهو نادم ولكن المظلوم يابى ان يسامحه
وعليكم السلام اخت شهد وبارك الله فيك
ذكرت سابقا عليه ان يجتهد في رد المظلمة فإن لم يستطع فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. وسيغفر الله له ان شاء وما عليه سوى الاستمرار باستسماح المظلوم والإستعانة على ذلك بالدعاء، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
ارجوك ان تساعدني
السلام عليكم اخوتي في الله انقذوني من ضميري الذي يؤلمني انا تشاجرت مع خادمتي واعتديت عليها بالظرب )شد الشعر( وانا نادمة جدا وأشعر بالقلق الشديد وسفرتها، كيف اطلب السماح انا ندمانه جدا
من صدر منه ظلم تجاه أحد الناس وخاصة المستضعفين كالخدم فلا بد أن يستسمحمهم وأن يصلح ما أفسد عليهم لقوله تعالى {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التوبة، 39)
سألني أولادي هذا السؤال، هل المغتصب لفتاة صغيرة أم كبيرة وقد يكون قتلها أو لم يقتلها لكنه دمر حياتها ثم تاب فليس عليه عقوبة إذا لم نقدر عليه؟ مع العلم أن حياة الفتاة التي دمرت أو ماتت ولحق العار بأهلها في مجتمعاتنا التي لا نقول إلا أصلح الله أحوالها، فقد يعيشون الى نهاية حياتهم بذل واكتئاب، فكيف يكون ذلك من العدل وهو سيدخل الجنة لأنه تائب وهي إن كانت كافرة ستدخل النار وإن كانت مؤمنة انتهت حياتها. أرجوكم الإجابة فليس عندي جواب إلا أن الله تعالى قد أمر بذلك وليس علينا إلا الطاعة لكنهم لم يقتنعوا، فهل يجب على المغتصب شيء غير توبته؟ أرجوكم وأنتظر ردكم كي أُزيل هذا الإشكال مع تقديري لكل جهودكم.
لقد تمت الإجابة على سؤالك ونشر الإجابة على هذا الرابط
https://www.hablullah.com/?p=6878