وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامَ وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الْأَيَّامَ جَمِيعًا وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِدِ[4].
قيام ليلة العيد
ليلة الفطر والأضحى لم تخصصا بعبادة أو قيام معينين وإنما شأنهما كسائر الليالي ولم يرد في إحيائهما أي نص من الكتاب والسنة، وما ورد في ذلك من أخبار فضعيف لا تقوم به حجة كحديث أبي أمامة (مَنْ قَامَ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ)[1] وقد ورد أحاديث أخرى لكنها ضعيفة كلها[2] لذلك لا يصح تخصيص ليلة العيدين بعبادة معينة.
ويسن التكبير في العيدين والاكثار منه لقوله تعالى {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} (البقرة،185).وَالْمُرَادُ بِالتَّكْبِيرِ هُنَا: هُوَ قَوْلُ الْقَائِلِ: اللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ الْجُمْهُورُ: وَمَعْنَاهُ الْحَضُّ عَلَى التَّكْبِيرِ فِي آخِرِ رَمَضَانَ[3]. فيشرع التكبير ليلة عيد الفطر ويومه وكذلك ليلة الأضحى وأيامه ولياليه.
[1] سنن ابن ماجه، رقم الحديث 1772
[2] ومثاله ما روي عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمر بن هارون البلخي والغالب عليه الضعف وأثنى عليه ابن مهدي وغيره ولكن ضعفه جماعة كثيرة والله أعلم. (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد،1/350)
[3] فتح القدير، الشوكاني، 1/ 211
[4] صحيح البخاري، بَابُ التَّكْبِيرِ أَيَّامَ مِنًى، وَإِذَا غَدَا إِلَى عَرَفَةَ 4/35
أضف تعليقا