لقد خلق الله هذا الكون وفق قوانين محكمة، وكل ما فيه من مخلوقات يسير ضمن المسار الذي أبدعه الله في الكون، وانفرد الإنسان بالتكليف وأعطي الإرادة الحرة، وقد أمره الله تعالى أن يسير وفق الأنظمة التي أودعها في هذا الكون لينسجم مع بقية مفرداته المسيرة، فإذا ما خرق هذه القوانين فإن العواقب ستكون كارثية على هيئة مصائب تصيبه. إن عدم التقيد بأنظمة السير _مثلا_ وقلة احتراف القيادة يؤدي إلى مصيبة على صورة حوادث السير وما ينتج عنها من هلاك الأنفس والأموال. وإذا لم يراع الإنسان القواعد الصحيحة في كسبه وأكله فأفرط في الطعام والشراب فلا بد أن يلاقي جزاء عمله تدهورا في حالته الصحية وهذا نوع من المصائب وإن كانت بعيدة عن منطق الثواب والعقاب المتعلق بمحاسبة الإنسان في الآخرة.
قال الله تعالى مخاطبا بني إسرائيل {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى } (طه، 81)
وقد تكون المخالفة نتيجة الجهل وليس انقيادا للهوى، والنتيجة واحدة؛ فالإنسان لا يعذر بالجهل، وهو مطالب بمعرفة القواعد والقوانين الناظمة لحياته كي ينجو بنفسه من مصارعة القوانين والخروج عليها فتصيبه المصيبة قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (يونس،44)
أضف تعليقا