السؤال: هل يجب تجديد الوضوء عند كل صلاة، أم أن الوضوء الواحد كاف لأداء أكثر من صلاة ما لم يحدث؟
الجواب: يجب على المحدث أن يتوضأ إذا أراد الصلاة، ويسن تجديد الوضوء لكل صلاة فريضة، وله أن يصلي صلوات بوضوء واحد.
قال الله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (المائدة/6). ورب قائل يقول إن ظاهر الآية يوجب الوضوء على كل قائم إلى الصلاة محدث أو غير محدث، والجواب: أنه يحتمل أن يكون الأمر للوجوب، فيكون الخطاب للمحدثين خاصة، كما يحتمل أن يكون للندب لغير المحدثين. فعن عمرو بن عامر عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، قُلْتُ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُون؟ َ قَالَ: يُجْزِئُ أَحَدَنَا الْوُضُوءُ مَا لَمْ يُحْدِثْ[1].
وعن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – صَلَّى الصَّلَوَاتِ يَوْمَ الْفَتْحِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ صَنَعْتَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ، قَالَ: … «عَمْدًا صَنَعْتُهُ يَا عُمَرُ»[2].
قال النووي: وأما قول عمر رضي الله عنه: صنعتَ اليوم شيئا لم تكن تصنعه؟ ففيه تصريح بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب على الوضوء لكل صلاة عملا بالأفضل، وصلى الصلوات في هذا اليوم بوضوء واحد بيانا للجواز كما قال صلى الله عليه وسلم: عمدا صنعته يا عمر.
ويؤيد ذلك ما رواه الإمام أحمد بسند حسن: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، ومع كل وضوء بسواك[3].
أضف تعليقا