السؤال: ما حكم رفع اليدين في قنوت الوتر؟
الجواب: اختلف العلماء في رفع اليدين في دعاء القنوت على مذهبين، الأول يرى استحبابه ودليلهم أنه دعاء فيندرج تحت الدليل المقتضي لاستحباب رفع اليدين في الدعاء، ولأن ذلك وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قنوته حين كان يقنت في الفرائض عند النوازل[1]، وكذلك صح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – رفع اليدين في قنوت الوتر[2].
قال ابن حجر في التلخيص (حديث رفع اليدين في القنوت روي عن ابن مسعود وعمر وعثمان، أما ابن مسعود فرواه ابن المنذر والبيهقي، وأما عمر فرواه البيهقي وغيره وهو في رفع اليدين للبخاري ، وأما عثمان فلم أره، وقال البيهقي: وروي أيضاً عن أبي هريرة)[3] .
ورأى آخرون أنه يكره رفع اليدين في القنوت معللين ذلك بأن الغالب على هيئة العبادة التعبد والتوقيف، والصلاة تصان عن زيادة عمل غير مشروع فيها، فإذا لم يثبت دليل على رفع اليدين في القنوت كان الدليل على صيانة الصلاة عن العمل الذي لم يشرع أخص من الدليل الدال على رفع اليدين في الدعاء. وهم يرون أن الأدلة في هذا الباب غير كافية لتقرير مشروعية رفع اليدين في القنوت.
والراجح – والله أعلم – أن رفع اليدين في دعاء القنوت مستحب، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه في دعائه على المشركين الذين قتلوا السبعين قارئاً، وكان ذلك في صلاة الصبح. فقد قال أنس رضي الله عنه: ( فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الغداة رفع يديه فدعا عليهم )[4]. وأما في القنوت بالوتر فلأنه ثابت عن عمر وغيره من الصحابة رضي الله عنهم.
والله أعلم.
أضف تعليقا