السؤال: هل يُدخَل المسلم إلى جهنم؟ كيف نفهم قوله تعالى: «وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا. ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا» (مريم، 19 / 71-72).
الجواب: نفهم من هاتين الآيتين أنّ العصاة من المسلمين يدخلون جهنم فيعذبون فيها على قدر ذنوبهم ثم ينجيهم الله تعالى منها. وحتى نفهم الآية فهما صحيحا لا بد أن نقرأ الآية مع سابقها وتاليها، ومع الآيات المتعلقة بالموضوع.
1. الأجيال اللاحقة للأنبياء
قال الله تعالى بعد أن ذكر العديد من الأنبياء: «أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا؛ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا» (مريم، 19 / 58-59).
2. جريمة الغي وجزاؤها
الغيُّ هو جزاء من ارتكب جريمة الغي. وكلمة “الغي” تعني الضلال والخيبة.[1] وكل من يرتكب أثما يعرف أنه مذنب، وقد كان له أهداف وغايات يسعى لتحقيقها، لذا ارتكب الجريمة، وهكذا يبرر نفسه ويرى نفسه محقا فيما ارتكب. والحقيقة أن الطريق الذي سلكه لم يوصله إلى الغاية المنشودة بل أدى به إلى جهنم.
أول من ارتكب جريمة الغي هو إبليس (اللعين) وآدم (عليه السلام). فقد ارتكب إبليس جريمة الغي، فلم يسجد لآدم، وبرر عدم سجوده له بقوله: «أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين» وقد زعم أنه خير من آدم لأن النار خير من التراب. وقد سلك طريقا خاطئا في إثبات ذلك، ورأى إبليس أن السبب في إختياره طريقا خاطئا هو الله تعالى، يظهر ذلك من الآية: «فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ» (الأعراف، 7 / 16).
وكذلك آدم ارتكب جريمة الغي ليصبح من الخالدين، وذا سلطان وملك لا يبلى ولا ينتهي، فكانت النتيجة أن حُرم مما كان فيه من النعم فضلا من أن يصل إلى هدفه. وقد قال الله تعالى له ولزوجه حين أسكنهما الجنة: «وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ » (الأعراف، 7 / 19).
وقد أنذره الله تعالى من كيد إبليس اللعين قائلا: «فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى. إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى. وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى» (طه، 20 / 17-119).
ثم وسوس إليه إبليسُ قائلا: «يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى» (طه، 20 / 120). وقد ساقه هذه الإغراء إلى أن يرتكب هذه الجريمة. كما أخبرنا الله تعالى عنه: «فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى» (طه، 20 / 121).
وقد كفر إبليس، بإعتقاده أن مخالفة أمر الله ليست بإثم. ولكن آدم عليه السلام اعترف بذنبه وتاب. أي أن كل واحد من الشخصين قد خالف أمراً من أوامر الله تعالى؛ فاعترف أحدهما بإثمه فتاب فبقي مؤمنا وهو آدم عليه السلام. أما الآخر فلم يعترف بإثمه بل زعم أنه ليس بإثم فكفر وأصبح مطرودا وملعونا وهو إبليس اللعين.
3. الذين أضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات والكفار
المذكورون في الآية التاسعة والخمسين من مرتكبي إثم الغي أي الذين تركوا الصلوات واتبعوا الشهوات والذين كفروا، لو أنهم تابوا وأصلحوا لأكرمهم الله تعالى بالنعم التي ذكرتها الآيات التالية: «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا؛ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا؛ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا؛ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا؛ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا» (مريم، 19 / 59-63).
ثم قال الله تعالى بحق من ارتكب الغي ولم يتب: «وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا. أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا. فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا. ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا. ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا» (مريم، 19 / 66-70).
4. كلمة “وارد”
قال الله تعالى: «وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا» (مريم، 19 / 71).
وورود جهنم يعني الحضور فيها كورود الماء كما في الآية.[2] وحين يساق المجرمون من المحشر الرهيب يردون جهنم كما يرد العطشان الماء لأن المكث فيه قد أتعبهم وذاقوا من عذاب النار. قال الله تعالى: «يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ» (هود، 11 / 98). وقال تعالى: «إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ» (الأنبياء، 21 / 98).
5. المتقون
وهم الذين ذكرهم الله تعالى في الآية الثانية والسبعين من سورة مريم. حيث قال: «ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا». المتقي من الوقاية؛ وهي حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره. والتقوى جعل النفس في وقاية مما يخاف هذا تحقيقه، ثم يسمى الخوف تارة تقوى، والتقوى خوفا حسب تسمية مقتضى الشيء بمقتضيه والمقتضي بمقتضاه، وصار التقوى في تعارف الشرع حفظ النفس عما يؤثم، وذلك بترك المحظور.[3] والذي اتقى من الشرك يقي نفسه من الخلود في نار جهنم. والذي اتقى من الكبائر يقي نفسه من دخول جهنم. والذي يقي نفسه من اقتراف الذنوب يستحق دخول الجنة.
وقد وردت كلمة التقوى كحد فاصل بين الكفر والإيمان؛ قال الله تعالى: « زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (البقرة، 2 / 212).
ومن مبادئ القسط الإلهي، أن من غلبت سيئاته حسناته دخل النار، قال الله: «وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ» (الأعراف، 7 / 8-9).
والمتقون الذين تحدثت عنهم الآية الثانية والسبعون من سورة مريم عند دخولهم النار ثم خروجهم منها، هم المذكورون في قوله تعالى: «وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا، لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا» (مريم، 19 / 86-87). الذين اتخذوا العهد عند الله هم الذين حفظوا أنفسهم من الوقوع في الشرك. قال الله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا» (النساء، 4 / 48).
وخلاصة القول، إن من يموتون وهم لا يشركون بالله وقد غلبت سيئاتُهم حسناتِهم فإنهم يدخلون جهنم ويجازون بحسب ما ارتكبوا من الإثم ثم يخرجون منها. وهذا هو معنى الشفاعة.
6. المستفيدون من هذه الشفاعة
نعيد قراءة قوله تعالى: «وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا» (مريم، 19 / 71)، ونقول: إن مرتكبي الكبائر يخرجون من النار بعد أن يعذبوا بحسب ذنوبهم ما لم يشركوا بالله. كما أخبرنا الله تعالى بقوله: « ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا» (مريم، 19 / 72).
وقد أخبرنا الله تعالى أن عصاة المؤمنين يعذبون في نار جهنم ثم يخرجون منها، ويلحقون بأقربائهم في الجنة. «إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ، فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ، كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ» (الطور، 52 / 17-21).
قال الله تعالى: «جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ» (الرعد، 13 / 24).
أما المحشر فلا شفاعة فيه. قال الله تعالى: «إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ، يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ، وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ، ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ، يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ» (الانفطار، 82 / 19).
وقال تعالى: «وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى، الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى» (النجم، 53 / 31-32).
وقال تعالى: «وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ» (الأعراف، 7 / 8-9).
وقال تعالى: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا» (النساء، 4 / 93).
وقال تعالى: «فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ، وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ، فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ، نَارٌ حَامِيَةٌ» (القارعة، 101 / 6-11).
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي” قال محمد بن علي: فقال لي جابر: “يا محمد من لم يكن من أهل الكبائر فما له وللشفاعة”.[4]
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثم أشفع فيحد لي حدا، فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع يا محمد، قل تسمع، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حدا، فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ” – قال: فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة – قال ” فأقول: يا رب، ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن، أي وجب عليه الخلود “.[5]
السلام عليكم فهمت من المقال أن الشفاعة للخروج من النار هي التوحيد وأنه لاشفاعة يوم المحشر. وقد ذكرتم في آخر المقال حديثين للنبي عليه الصلاة والسلام أنه يشفع لأهل الكبائر من أمته والحديث الآخر أنه يشفع حتى لا يبقى موحدا في النار كيف أوفق إذن بأنه لا شفاعة إلا التوحيد في الخروج من جهنم وبين هذين الحديثين.
حزاكم الله كل خير