السؤال: قال الله تعالى {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} وقول الله هو الحق دائما، ومعروف أن بعض الناس يبتلى بتشويه في خلقه وهذا التشويه قد يكون طارئا كالناتج عن الحوادث المختلفة، وقد يكون أصليا بمعنى أنه ولد وهذا التشويه فيه، كوجود الإصبع السادسة في اليد أو يكون ذا أنف أعوج أو كبير جدا لدرجة تأثيره على نفسية صاحبه ودفعه للانطواء عن الناس ، وأنواع التشوهات الخلقية كثيرة وقد ابتكر المختصون طرقا لإصلاح مثل هذه الأنواع من الخلل. فما الحكم الشرعي في إجراء العمليات التجميلية بهدف إزالة التشوه الخلقي، وهل هذا من قبيل تغيير خلق الله تعالى؟
الجواب:
يجب التفريق بين إجراء العملية التجميلية بهدف إزالة التشوه أو إجرائها بهدف التجميل البحت، فالأول هو من قبيل التداوي وإصلاح الخلل، والثاني هو من قبيل المبالغة في تحصيل الحاصل، وهو داخل في تغيير خلق الله المنهي عنه، وقد اتخذ إبليس العهد على نفسه بإضلال بني آدم بتزيينه تغيير خلق الله كما أورده القرآن الكريم:
{وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} (النساء،119)
فالعمليات التجميلية بهدف إصلاح خلل طارئ أو أصيل فإنه لا بأس به بل هو إرجاع الشيء إلى الحالة الطبيعية، كما أنه من قبيل التداوي المأمور به شرعا. ومن الأدلة الشرعية في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء »[1]، وقوله صلى الله عليه وسلم «لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله »[2] وقوله عليه الصلاة والسلام: «عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام »[3]. وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم»[4]. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
أضف تعليقا