الصلاة منفردا خلف الصف

السؤال: إذا دخلت المسجد فوجدت الناس يصلون والصفوف ممتلئة. فهل يجوز لي أن أصلي منفردا خلف الصف؟ أم أجذب أحدا من الصف الأخير؟.

الجواب: الأصل إتمام الصف فإن تعذر الدخول فيه فلا بأس من صلاته منفردا خلفه، لأنه معذور، وإن تعمد الإنفراد دون عذر فصلاته صحيحة مع الكراهة، والأحاديث الواردة في وجوب الإعادة على المنفرد خلف الصف لا تقوم بها حجة لضعفها، ولمعارضتها أحاديث صحيحة في هذا الباب.

ومنها ما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال لرجل صلى خلف الصف: (أيها المصلي هلا دخلت في الصف أو جررت رجلاً من الصف أعد صلاتك) قال الحافظ ابن حجر رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي من حديث وابصة وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك. ثم ذكر الحافظ حديثاً آخر وهو ضعيف أيضاً رواه أبو داود في المراسيل: (إن جاء رجل فلم يجد أحداً فليختلج إليه رجلاً من الصف فليقم معه فما أعظم أجر المختلج) ثم ذكر حديثاً واهي الإسناد أيضاً[1]. "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده، فأمره أن يعيد الصلاة" [2].

والحديث الصحيح في هذا الباب ما رواه البخاري عن أبي بكرة: أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع، فركع قبل أن يصل إلى الصف، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "زادك الله حرصاً ولا تعد"[3].

ويفهم من الحديث عدم لزوم الإعادة. وهو دليل على صحة ما وقع من صلاته منفردا خلف الصف.

وخلاصة الأمر أنه لا ينبغي أن يسحب المصلي من مكانه لما يترتب على ذلك من إحداث خلل في الصف، والأصل وصل الصفوف لا قطعها، كما فيه تأخير المسحوب إلى مكان أقل فضلا، لأن المتقدم خير من المتأخر، كما أنه تشويش على خشوعه والمصلين من حوله.