حكم النية في الصيام وحكم قطعها أثناء النهار

السؤال: هل نية الصيام واجبة لكل يوم من أيام رمضان؟ ومن نوى قطع الصيام في نهار رمضان أو غيره ولكنه لم يأكل ولم يشرب ثم بدا له أن يتم صيامه، فما حكم ذلك؟

الجواب: النية واجبة لكل عبادة، والصيام أحد العبادات التي تتطلب النية، وأصل في وجوب النية قوله تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة، 5)، ولذلك وجه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين إلى ضرورة استحضار النية عند أداء العبادة بقوله (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى)[1] واشتراط النية لتمييز الفعل إن كان صادرا لأجل امتثال أمر الله تعالى أو كونه عادة أو مصادفة. وقد ورد ما يدل على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم (من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صوم له)[2] وقبل الفجر يشمل الليل كله أي من المغرب حتى قبيل الفجر

وعلى هذا ينبغي أن تفهم النية، فقيام الشخص للسحور هو نية واستعداده لصيام اليوم التالي هو نية، ولا ينبغي التشديد بطريقة استجماعها بالقلب لتشكل حرجا على الناس، وقد تكلف البعض لدرجة النطق بها في وقت محدد قبيل إذان الفجر، وهذا تكلف مجوج وليس من دين الله في شيء.

وأما مسألة لو قطع الصيام في نهار رمضان ولم يأكل ولم يشرب ولم يأت شهوته، وأراد أن يتم صيامه فله ذلك، بل عليه فعل ذلك إن نوى قطع الصيام دون عذر، لأن النية المجردة عن الفعل غير معتبرة، وهو كأن يهم بفعل معصية لكنه لم يفعل، أو ينوي الكلام في الصلاة ولم يتكلم.

 وقد أخطأ من قال يبطل صيامه بمجرد النية بزعمهم أنه كما كانت النية ضرورية لصلاح الفعل فإنها تبطله إن خلت منه، وهو قياس غريب. وقد نسوا أن النية أصبحت معتبرة بشروعه في الصيام، ولو لم يشرع الشخص بالصيام لما كان لها اعتبار. ثم إن الشرع حد حدودا للصوم وهو الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. ولا يوجد ثمة نص يدل على أن قطع النية موجب للإفطار.