السؤال: في التكبيرة الثالثة من صلاة الجنازة ندعو للميت. هل هناك دعاء مخصوص؟ أم يصح بأي دعاء؟ أرجو التوضيح جزاكم الله خيرا.
الجواب: شرعت صلاة الجنازة للدعاء للميت وهي من حقه على الأحياء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء”[1]. و يتحقّقُ الدعاء له بأي دعاء من الأدعية الآتية:
أ- “اللهم اغفر له وارحمه وعافه[2] واعف عنه. وأكرم نزله[3] ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد. ونقِّه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس. وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه. وأدخله الجنّة وأعذه من عذاب القبر (أو عذاب النّار
ب- “اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا”. ويزاد عليه في رواية أخرى: “اللهم من أحييته منا فأَحيِه على الإسلام، و من توفيته منا فتَوَفَّه على الإيمان”، وهذا لفظ الترمذي. ولفظ أبي داود كذا: “اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا. اللهم من أحييته منّا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منّا فتوفه على الإسلام. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده”[4].
ج- “اللهم اغفر له وارحمه واغسله بالبرد. واغسله كما يغسل الثوب”[5].
د- «اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِ من فتنة القبر ومن عذاب النار، فأنت أهل الوفاء والحق، فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم»[6].
والظاهر أنه يدعو بهذه الألفاظ الواردة في هذه الأحاديث سواء كان الميت ذكرًا أو أنثى، ولا يحوِّل الضمائر المذكورة إلى صيغة التأنيث إذا كان الميت أنثى لأن مرجعها الميت، وهو يقال على الذكر والأنثى[7].
ولم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يدل على تعيين موضع للدعاء. ولذلك يقول الشوكاني “واعلم أنه لم يرد تعيين موضع هذه الأدعية، فإن شاء المصلي جاء بما يختار منها دفعة، إما بعد فراغه من التكبير، أو بعد التكبيرة الأولى، أو الثانية أو الثالثة، أو يفرقه بين كل تكبيرتين، أو يدعو بين كل تكبيرتين بواحدة من هذه الأدعية ليكون مؤديا لجميع ما روي عنه صلى الله عليه وسلم[8].
[1] – أبو داود، الجنائز 60؛ ابن ماجة، الجنائز 23.
[2] – أمر من المعافاة، أي خلصه من المكاره.
[3] – النزل، بضم الزاي و إسكانها، ما يعد للنازل من الزاد. أي أحسن نصيبه من الجنة. قال نعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا” (الكهف 18/107).
[4] – الترمذي، الجنائز 37؛ أبو داود، الجنائز 60.
[5] – الترمذي، الجنائز 38.
[6] – أبو داود، الجنائز 60؛ ابن ماجة، الجنائز 22.
[7] – نيل الأوطار 4/74.
[8] – نيل الأوطار 4/74.
أضف تعليقا