السؤال: رجل يحرص على الصلاة والصيام وسائر العبادات، لكنه لا يتورع عن الكسب الحرام كالغش والتزوير والخداع في التجارة. فهل صلاة هذا الشخص وسائر عبادته صحيحة؟ وهل تقبل عند الله تعالى؟
الجواب: صلاة مثل هذا الرجل وعبادته صحيحة إن أداها بحقها المعروف شرعا. وعلى هذا الرجل أن يكف عن أكل الحرام وأن يتذكر قوله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}. فالحرص على العبادات دون أن تترك أثرا في السلوك هو تناقض مذموم يؤدي إلى تآكل حسناته يوم القيامة.
وفي مثل هذا جاء بيان النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته وقد شتم هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يعطي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه فطرح في النار)[1] .
فالعاقل الذي يحافظ على كسبه من الثواب بسبب العبادة، ولا يكون كالتي نقضت عزلها من بعد ما أبرمته وأحكمته.
أضف تعليقا