الدوام على ذكر الله تعالى علة تشريع الصلاة، يظهر هذا من قوله تعالى مخاطبا موسى عليه السلام {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}(طه 14) وقد أمر الله تعالى نبيه موسى وأخاه هارون ألا يفترا عن ذكره تعالى لأهمية ذلك في نجاح مهمتهما في التبليغ {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} (طه، 42)
ولما تكلم المسيح عليه السلام في المهد ذكر وصية الله تعالى له بأن يقيم الصلاة مدة حياته {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} (مريم، 31)
إنّ الدوام على ذكر الله والصلاة التي هي رأس الذكر سبب للتزكية والفلاح قال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} (الأعلى،14_15 )
ولا ينبغي ترك الصلاة بحال من الأحوال، وهذا الأمر محاط بالعناية الإلهية دفعا للحرج وإمعانا في التيسير على العباد قال الله تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ. فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} (البقرة،238_239) إذا لم يستطع المسلم أداء الصلاة لخوف من عدو أو مطر أو سبع أو غير ذلك فيمكنه الصلاة ماشيا أو راكبا، ويتحرى القبلة إن استطاع وإلا فلا. فإن زال داعي الخوف عاد ليقيم الصلاة كما علمنا الله تعالى. وقد جاء لفظ الذكر بدلا من الصلاة لأنها ذكر بل هي أعظمه.
أضف تعليقا