السؤال: ما هي أعظم نعمة أنعمها لله علينا؟
الجواب: لا نستطيع أن نحصي نعم الله علينا ولو اجتهدنا. ولا شك أن ما دام نفعه من النعم هو الأفضل، والنعمة العظمى التي تملأ حياتك بالرضى وآخرتك بالسعادة الخالدة هي نعمة الايمان، فهو مفتاح قبول الأعمال عند الله ولا حظ لعامل عند الله تعالى بغيره.
وقد دعا الأنبياء جميعا لهذه النعمة العظمى. وقد ذكّر اللهُ تعالى عبادة المؤمنين بهذه النعمة وبين لهم فضلها بقوله تعالى {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (آل عمران، 164)
ويتبين المسلم عظم هذه النعمة عندما يتصور نفسه خارج دائرة الايمان. قال تعالى {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} (آل عمران، 103)
وقال منوها بشأن هذه النعمة {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} (الزمر، 22) هل يستوى هذا مع من فاتته ؟ {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الحجر، 19) طبعا لا يستوون؛ لأن الفرق بينهما جد كبير، فقد فاز الأول بالنعمة العظمى بينما خسرها الآخر.
ويقول الله تعالى مخاطبا أهل الكتاب وآمرا إياهم بضرورة اتباع النبي الخاتم {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (المائدة،15_ 16)
وللمحافظة على هذه النعمة علمنا ربنا دعاء جليلا يظهر عظمتها بقوله تعالى {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (آل عمران، 8).
شكرا لكم
أسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الإيمان والإحسان في كل شيئ.