حبل الله
الجن والملائكة

الجن والملائكة

مقدمة:

ذكر الله تعالى الغاية من خلق الجن والإنس بقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات، 56) ولا مشكلة في فهم مَن الإنس، فهم نحن، بخلاف الجن المستترين عن حواسنا، ولهذا كان مصدر معرفتهم الوحي، حيث ذُكروا في القرآن الكريم مرارا، فاقتضى أن يكون الإيمان بوجودهم واجبا. وفي هذه المقالة أحصر الحديث فيهم.

معنى الجن لغة:

أصل الجن: ستر الشيء عن الحاسة يقال: جن عليه كذا: ستر عليه، قال عز وجل: {فلما جنّ عليه الليل رأى كوكبا} (الأنعام، 76)، والجنان: القلب، لكونه مستورا عن الحاسة[1] . والجِنُّ: خلاف الإنس، والواحد جِنِّيٌّ. يقال: سمِّيتْ بذلك لأنّها تُتَّقى ولا تُرى[2] والجِنَّةُ، بالكسْرِ: طائفةٌ من الجِنِّ وَمِنْه قَوْله تعالَى: {مِن الجِنَّةِ والناسِ أَجْمَعِيْنَ}[3].

وبناء على الأصل اللغوي لكمة الجن فإنها تشمل الملائكة أيضا لأنهم مستترون عن الحواس.

لكن هل الملائكة من الجن فعلا أم خلقٌ مختلف، فإن كانوا مختلفين فيكون تعداد ما علمنا من المخلوقات العاقلة ثلاثة: الملائكة والجن والإنس. وإن كانوا جنسا واحدا فيكون ما علمنا من تلك المخلوقات اثنين. وفي مقالتنا سنحقق القول في الجن والملائكة لنرى إن كانوا خلقا واحدا أم اثنين مختلفين.

مادة خلق الجن والإنس

ذكر الله تعالى في كتابه أن مادة خلق الإنسان الطين، بينما مادة خلق الجن النار. والآية لم تفرد حديثا عن الملائكة، وهم ليسوا من الإنس قطعا، مما يوحي بانضوائهم تحت مسمى الجن. قال الله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ. وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} (الرحمن، 14_15) فلو كانت الملائكة صنفا ثالثا لذكرهم سبحانه، خاصة أن الآية في معرض بيان قدرة الله تعالى في الخلق، والملائكة خلق عظيم فناسب أن ينفردوا بالذكر لو كانوا خلاف الجن.

وقد يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن مادة خلق الملائكة من النور بقوله «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من نار، وخلق آدم مما قد وصف لكم»[4] وهو مما يشير أن الملائكة غير الجنّ.

والحقيقة أن النور ينتج عن النار، حتى إن النار تُجمع على النور[5]. وأشرف ما في النار النور رغم أنه متولد منها، وربما فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين الملائكة والجن في بيانه لمادة خلقهم فنسب الملائكة إلى النور والجان إلى النار لفضل الملائكة على سائر الجنّ. ألا ترى أننا نفطن لنور الشمس عند شروقها بينما نفطن لحرها في الظهيرة بالرغم من أن حقيقتها واحدة. وقد وصف الله تعالى أهل الجنة بقوله: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (الحديد، 12). فالنور وصف ملازم لكل مؤمن من الثقلين.

زعم أهل مكة في الملائكة

كان من افتراء أهل مكة أن الملائكة بنات الله، ويذكر الله تعالى هذا الافتراء بقوله: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ. أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ. أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ. وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ. مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (الصافات،149_154) وبعد أن ذكر افتراء أهل مكة بقولهم أن الملائكة بنات الله أورد سبحانه ذات الافتراء مرة أخرى في نفس السورة وذات السياق فقال: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} (الصافات، 158) والنسب المزعوم هو قولهم أن الملائكة بنات الله، فقد ذكر لفظ الجِنة بدلا من الملائكة مما يشير أن الملائكة من الجن.

ويؤكد سبحانه تلك الحقيقة في سورة الأنبياء بقوله: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا، سُبْحَانَهُ، بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} (الأنبياء، 26) وقد ذكر سبحانه مَن خلقهم لعبادته في سورة الذاريات بقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات،56)

أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم

أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، وقد ورد هذا الأمر في سبعة مواضع في القرآن الكريم[6] كلها يدل أن ابليس كان من الملائكة، ومن تلك المواضع قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ. إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (ص،73_74). ولو لم يكن إبليس من الملائكة لما شمله الخطاب الآمر بالسجود لآدم، ولما سُئل عن عدم سجوده، لأنه سيكون غير مكلف به.

وقد احتج القائلون بكون الملائكة غير الجن بالآيتين التاليتين:

الأولى: بقوله تعالى في سورة الكهف: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} (الكهف، 50) حيث قيل إن الأمر كان موجها للملائكة، لكن إبليس كان من الجن كما أشارت الآية، ولو كان ملكا لكان السياق “إلا إبليس كان منهم ففسق عن أمر ربه” .

ولا يمكن من حيث البلاغة أن يقال كان منهم ففسق عن أمر ربه، لأن الاستثناء يدل على ذلك أصلا. فإن افترضنا أن الآية “إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنهم” يصبح تكرار يضعف بلاغة النص القرآني، وهو منزه عن ذلك.

والصحيح أن في الآية بلاغة عجيبة تدرك بالتأمل : الملائكة ليسوا كائنا مستقلا عن الجن، بل هم المقربون والمخلصون منهم، فلما استكبر إبليس عن الامتثال لأمر الله انخلعت عنه صفة المقرب وأشير إليه بجنسه أي الجن، ولذلك يصلح القول بإن كلَّ ملك جنيٌّ وليس كلُّ جني ملكا، وقد استحق إبليس بعد عصيانه صفة جديدة وهي الشيطان.

فالشياطين هم العصاة المردة من الجن، أما الملائكة فهم المقربون والمرسلون والموكلون منهم. ويساعد على هذا الفهم المعنى اللغوي لكلمة الملك.

(الملك) من (الملائكة) واحد وجمع، ويقال: ملائكة وملائك[7] والمَلائِكَةُ جمع ملأَكَة، ثمَّ تُرِكَ الهَمْزُ، فَقيل: مَلَكٌ فِي الوحدان، وأَصلُه مَلأَك، وقالَ ابنُ عَبّاد: قد يكونُ الأَلُوكُ: الرَّسُولُ. وَقد اسْتَألكَ مَألُكَتَه، أَي: حَمَلَ رِسالَتَه[8].

الآية الثانية: قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ. قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} (سبأ،40_41) ووجه الاستدلال أن الله تعالى قد سأل الملائكة إن كان الكفار قد عبدوهم. فقالت الملائكة بل كانوا يعبدون الجن. فلو كانوا جنسا واحدا لما صحّ أن تقول الملائكة ما قالوا ولأجابوا بنعم.

إن الاستدلال بهذه الآية غير صحيح كما أن توجيه الاستدلال غير سليم للأسباب التالية:

1_ صحيح أن الملائكة من الجن لكنهم مختلفون عنهم بأنهم مقربون؛ أي يختلفون بالصفة التي يُبنى عليها الفوز والخسران في الآخرة. إن تمايز الملائكة عن بقية الجن شديد لدرجة الانفصال الكلي؛ فهم طائفة مشغولة بتنفيذ ما هم موكولون به كما أنهم الملأ الأعلى، ولشدة ذلك التمايز قالوا “بل كانوا يعبدون الجن” وكأنهم ينؤون بأنفسهم أن يكون لهم علاقة بهم.

وقد ورد في القرآن الكريم ما هو متماثل في اللفظ مختلف في المعنى كما دل عليه السياق، وذلك مثل قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمران، 173) فرغم أن كلمة الناس تدل على جملة البشر من حيث الأصل، إلا أن سياق الآية يرفض أن يكون المقصود جملة البشر، بل كلمة الناس الأولى تدل على جماعة، وكلمة الناس الثانية تدل على جماعة أخرى، وكلا الجماعتين لا تمثلان جملة البشر.

2_  ويمكن أن يكون معنى الجن هنا المستتر؛ والمقصود ما استتر في عقولهم مما خُيِّل لهم أنهم آلهة من دون الله تعالى، وهو المُعَبَّر عنه بالهوى في آيات أخرى، مثل قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا}[9] (الفرقان، 43) فيكون معنى قول الملائكة “بل كانوا يعبدون الجن”، أي كانوا يعبدون ما جُنّ في مخيلاتهم نتيجة اتباعهم الهوى. وفي ذلك اليوم يتبرأ كل المعبودين من دون الله ممن عبدوهم كما يظهر من قوله تعالى: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} (الأحقاف، 6)

الملائكة مكلفون ومسؤولون أمام الله تعالى

الملائكة هم المقربون من الجن_ كما عرفنا_ وهذا يعني أنهم مكلفون ومسؤولون أمام الله تعالى. ويتضح هذا من قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا، سُبْحَانَهُ، بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ. لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} (الأنبياء،26_27) فالملائكة عباد مكرمون ذووا درجات عالية، وقد قربهم الله تعالى إليه ووكلهم بأعمال عظيمة. ولأنهم عباد ملكفون وغير معصومين بطبيعتهم فإنهم محل للتحذير من الانزلاق نحو المعصية وإدعاء الألوهية. قال الله تعالى: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} (الأنبياء،26_ 29) والحديث عن الملائكة كما يُظهر السياق.

الملائكة بنص القرآن متعبَّدون؛ أي منهيون ومأمورون. والقرآن الكريم يذكرهم ويصفهم على حالة كونهم مكلفين كما يظهر في الآيات التالية:

قال الله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} (الأنفال، 12) ، {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ. وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ. وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} (الصافات، 164_ 166)، {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم، 6) ، {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} (الأنبياء، 20) ، {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} (النحل، 50) ، {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (الأنبياء، 28) وكان من تكليفهم أمر الله تعالى إياهم بالسجود لآدم حيث سجدوا جميعا إلا أبليس أبى واستكبر.

عصمة الملائكة

ذهب قوم إلى القول بعصمة الملائكة وأنهم مسيرون. وذهب آخرون إلى أن الملائكة مخيرون لكنهم معصومون ولا يصدر عنهم الخطأ. وقد استدل الفريقان بالآية التالية:

وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (الحجرات، 6) قالوا إن الآية نصت على أنّ هؤلاء الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون به وهذا دليل عصمتهم.

ولا يمكن الاستدلال بهذه الآية على عصمة الملائكة للأسباب التالية:

1_ الآية تتحدث عن خزنة جهنم يوم القيامة حيث ينتهي تكليف الثقلين فلا يملك أحد إلا الامتثال سواء كان من الإنس أو الجن.

2_ الآية ليست في سياق ذكر صفات الملائكة كما أنها لا تتحدث عن جميعهم.

3_ لو قال رجل إن ابني لا يعصيني أبدا ويفعل ما آمره، فهل يدل ذلك على عصمة الولد؟ كلا بالطبع، وإنما يدل على تقدير الولد لأبيه وثقته فيه وإدراك حقه عليه.

تكليف الملائكة يقتضي عدم عصمتهم

ينبني على كون الملائكة مكلفين ومحاسبين على أعمالهم عدم عصمتهم. لأنه لا يمكن تصور محاسبة المعصوم؛ فالمعصوم لا يجوز عليه الخطأ، فإن كان الملائكة معصومين فلن يتبقى لحسابهم معنى. والخطاب الموجه للملائكة وغيرهم في الآية التالية يثبت أنهم محاسبون وبالتالي فإنهم غير معصومين: {فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا، وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} (سبأ، 42).

وبعد أن ذكر الله تعالى أن عيسى بن مريم والملائكة لن يستكبروا عن عبادته سبحانه أردف قائلا: {وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} (النساء،172) تثبت هذه الآية عدم عصمة الملائكة لأنهم سيحاسبون، وهم تحت طائلة التهديد إن استكبروا عن عبادته.

ونختم بقول الله تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ، وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ، وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا، وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} (النساء،172_ 173).

وقف السليمانية/ مركز بحوث الدين والفطرة

الموقع: حبل الله  http://www.hablullah.com/

د. جمال نجم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

[1] مفردات الراغب الاصفهاني، مادة جن

[2] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، مادة جنن

[3] تاج العروس، مادة جنن

[4] مسلم،  الزهد، باب في أحاديث متفرقة(2996) وصحيح ابن حبان، ذكر وصف أجناس الجان التي عليها خلقت، 6156 وأخرجه أحمد 6/153 و168، ، والبيهقي في ” الأسماء والصفات ” ص 385-386 من طريق عبد الرزاق بهذا الإسناد. وأورده السيوطي في ” الدر المنثور ” 7/695

[5] انظر المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، مادة نور

[6] البقرة، 34 والاعراف، 11 والحجر،31 والإسراء، 61 والكهف،50 وطه،16 وص، 74

[7] مختار الصحاح، مادة م ل ك

[8] تاج العروس، مادة ألك

[9] وكذلك انظر الآيات الأعراف، 176 والكهف، 28 وطه، 16 والقصص،50 والجاثية، 23

التعليقات

    • قوله تعالى {والله يعصمك من الناس} واضح الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الناس أن يقتلوه أو يؤذوه إيذاء يمنعه من مهمة تبليع الوحي، وليس في الاية ما يشير الى عصمة النبي من الخطأ، بل تؤكد الايات أن الانبياء بشر يجري عليهم ما يجري على البشر بوجه عام.
      لكن ينبغي التنوية الى تثبيت قلب النبي عندما كان يبلغ الوحي، فكان لا يقع منه الخطأ عند تبليغ كلام الله تعالى الى الناس.

      • النبي صلى الله عليه و على اله وسلم … كان يثبت حتى في خارج أوقات نزول الوحي …
        و النبي صلى الله عليه و على اله وسلم مسير ولا يجوز ان نقول انه اخطأ بل ينسّى صلى الله عليه و على اله وسلم ليسن و يشرّع الواجب تشريعه.

        و الذي يرى خطأ النبي وبشريته هو يسئ الادب مع الله تعالى
        إذا قال له ربه قل : انما انا بشر مثلكم يوحى الي .
        قلا يجوز للمتكلم عن بشرية النبي الا تلك المقرونة بوحي الله تعالى
        وعليه فيكون بشريته المتلازمة بالوحي تفرض عليك لازما انه صلى الله عليه و على اله وسلم لا يخطئ

  • بسم الله الرحمن الرحيم
    “يكاد السموت يتفطرن من فوقهن و الملئكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض الا ان الله هو الغفور الرحيم ”

    “وترى الملئكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم ”

    “ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ”

    هذه الآيات فيها ما يثبت ان الملئكة تعبد الله تعالى فهي في تسبيح و سجود و استغفار …

    فلو كان الملئكة تطورت عن الجن كما تزعمون لكانت تحاسب عند الله تعالى على طور الجن الذي عاشته و المحتل يحسب طرحكم وفكرتكم التي لا نص فيها ان الشيطان يتوب فيكون من الجن ثم يتقرب فيتطور الى ملك فلابد ان يحاسب مادام كونها مكلفا فلماذا لا تحاسب الملائكة …و جوابنا كما علمنا علماؤنا انهم ليسوا ممن كلفوا وانهم مخلوقات لا يعصون الله عزوجل ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون.
    ولو كان الملائكة طورا فليس من العدل ان تكون في الجن فقط بل وجب أن تكون في اطوار الانس
    إذ الظاهر من طرحكم ان الشيطان قد يكون من الانس او الجن فمن غير المعقول ان تقبل الصفة الجن ولا تقبلها للانس ،
    و لو كان كذلك فلماذا يقول الله عزوجل لاهل بدر : “بلى ان تصبروا وتتقوا وياتوكم من فورهم يممدكم ربكم بخمسة الالاف من الملئكة مسومين”
    اذن فكيف يستقيم الفهم في تنزل صفة على الانس بالعدد و مع إستعمال لفظ :”يمددكم” الذي جاء في أية اخرى في سورة نوح ” يمددكم بأموال وبنين”
    و الظاهر ان هبات وعطايا غير معنوية .

تصنيفات

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.