الجواب: الأصل في المساجد أنها أماكن للصلاة والذكر، فلا بد من احترام تلك الخصوصية وتنزيه المساجد أن تكون أماكن للنوم. وهذا لا ينفي جواز الاستلقاء عند الحاجة إليه بشرط أن لا يشوش على الناس فعن عباد بن تميم، عن عمه، أنه ” أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد على ظهره واضعا إحدى رجليه على الأخرى “[1].
كما يصح النوم في المسجد للحاجة كابن السبيل وخاصة في المناطق التي تخلو من المبيت (الفنادق)، وقد يكون النوم بسبب الإعتكاف وهذا مشروع، وقد كان النبي يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، ولا شك أن المبيت في المسجد كان جزءا من اعتكافه.
ونام علي رضي الله عنه في المسجد لما صار بينه وزوجته فاطمة بعض الشيء، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم فأيقظه، فقال له: «قم أبا تراب، قم أبا تراب»[2] لما رأى التراب عليه، وهو من قبيل المداعبة.
والنتيجة أنه يجوز الإستلقاء في المسجد لمن شعر بالحاجة إليه بشرط عدم التشويش والإزعاج، كما يجوز النوم فيه للمضطر وصاحب الحاجة. ولا ينبغي أن يتخذ ذلك عادة؛ حتى لا تتحول بيوت الله تعالى إلى أماكن نوم.
[1] أخرجه مالك في الموطأ، في قصر الصلاة في السفر: باب جامع الصلاة، 973 . و أحمد 4/38، والبخاري، باب الاستلقاء في المسجد ومد الرجل (475)، ومسلم، باب في إباحة الاستلقاء ووضع إحدى الرجلين على الأخرى(2100) (75)، وأبو داود (4866) والنسائي 2/50 والطحاوي 4/278، والبغوي (486) وغيرهم
[2] أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب نوم الرجال في المسجد، برقم (441)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، برقم (2409).
أضف تعليقا