السؤال: سمعت من يفتي بأن قراءة القرآن للأموات تنفعهم، ورأيت من يتسابق لفعل هذا، كيف نوفق بين هذه الفتوى وقوله تعالى {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى} أرجو توضيح المسألة.
الجواب: أوردت في سؤالك قول الله تعالى {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى} (النجم، 39) والآية ناطقة بأن الإنسان لا ينتفع إلا بعمله وكسبه، وجاء تأكيد ذلك في قوله تعالى {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (النحل، 32) فالمسلم يدخل الجنة بعمله لا بعمل غيره، وكل إنسان مرهون بما عمل خيرا كان أم شرا كما يظهر من قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (المدثر، 38).
وقد أغفل البعض الآيات اتباعا لما جاء في حديث منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه (اقرأوا يس على موتاكم)[1] ولم يفطنوا أنّ هذا القول متعارض مع الآيات فضلا عن كونه شديد الضعف.
[1] أخرجه ابن ماجه (1448)، والنسائي (10847) وهو في “مسند أحمد” (20301)، و”صحيح ابن حبان” (3002). وإسناده ضعيف لجهالة أبي عثمان وأبيه. وقد أعله ابن القطان في “بيان الوهم والإيهام” 5/ 49 بالاضطراب وبجهالة أبي عثمان وجهالة أبيه كذلك، وقال الدارقطني كما في “تلخيص الحبير” 2/ 104: هذا حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، ولا يصح في الباب حديث.
أضف تعليقا